رابطة علماء المسلمين تدعو مجيزي تجسيد الصحابة إلى التراجع عن فتاواهم
بين عضو اتحاد المؤرخين العرب، والمستشار القضائي الخاص، الدكتور صالح اللحيدان، أن لجنة المؤرخين العرب ستراقب مسلسل «الفاروق»، وفي حال وجود أخطاء تاريخية تسيء للشخصية، فستتم الدعوة لمقاضاة الجهات المنتجة للعمل.
وقال اللحيدان في تصريح لـ «الشرق» إن كُتَّاب الأعمال التاريخية يعتمدون على مصدرين «إما كتب التاريخ والأخبار والسير، وهذا النوع مليء بالأحاديث الضعيفة والواهنة، أو كتب الأدب، كالعقد الفريد، وكتاب الأغاني، وكتاب الأمالي لأبي علي القالي، ومروج الذهب للمسعودي، وسيرة ابن هشام، والسيرة الحلبية».
وأبان اللحيدان أن هذه الكتب مليئة بالأحاديث الموضوعة التي لا أصل لها، ولا يجوز للأمين أن يعتمدها، لا نقلاً، ولا رواية، ولا عرضاً لتمثيل ما.
وأوضح أن عدد الروايات التي تناولت الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – في الكتب الستة تقرب من مائة وثلاثة عشر رواية، أما في كتب التاريخ فأخباره مليئة، لكنها ضعيفة، أو موضوعة. وأضاف اللحيدان «من هذه الحيثية يمكن الانطلاق إلى قاعدة شرعية، وهي أن ما سيعرض عن الخليفة عمر بن الخطاب لن يخرج عن ثلاثة قواعد ذكرها علماء المصطلح، فإما أن يكون ما قاله عمر مرفوعاً، أو أن يكون موقفاً له حكم الرفع، أو أن يكون ما قاله موقفاً».
وأشار إلى أن الصحابة هم نقلة آثار النبي صلى الله عليه وسلم ،والرسول وضع قاعدة بقوله: الله الله في أصحابي. وكذلك «لا تسبوا أصحابي»، وعندما ينطق الممثل بلسان عمر بن الخطاب، فإنه لا يخرج عن القواعد الثلاثة، وأقوال عمر تأخذ صفة الأحكام، وبالتالي فإن أي خطأ فيها يعتبر كذباً.
ودعا اللحيدان لتشكيل لجنة مسؤولة عن حفظ الأثر والأسانيد، تجمع بين الحفظ والفهم، لا مجرد المراجعة والجمع لمتابعة هذه المسلسلات، وطالب المعنيين بحماية الآثار النبوية بمقاضاة القائمين على العمل، حينما يتم التقول على عمر بقول لم يثبت بسند صحيح متصل، أو متسلسل.
من جهة ثانية، أصدرت رابطة علماء المسلمين بياناً طالبت فيه علماء الدين الذين أجازوا تجسيد الصحابة بالتراجع عن فتاواهم، في حين طالبت «عموم المسلمين» بالابتعاد عن مشاهدة مسلسل «الفاروق عمر» الذي سيُبث خلال رمضان المقبل.
وجاء في البيان الذي وقعه 41 عضواً من أعضاء الرابطة أن «التمثيل، وإن كان غرضه الإشادة، يعتريه شيء من الإزراء بالمُمَثَّل في بعض الأحوال، فكيف إذا كان المنتحل لشخصه دنيَّ المنزلة عند مقارنته به، بل قد يكون فاسقاً، أو كافراً، فكيف إذا اجتمع معه تمثيل نساء الصحابة، وإبرازهن سافرات، وبكامل زينتهن، أفيرضى أحدنا هذا لنسائه؟».
وأضاف البيان أن تجسيد الصحابة ينطوي على محذورات شرعية أخرى، من بينها أن تجسيدهم سيكون مسوغاً مستقبلاً لتجسيد أنبياء الله ورسله.
ودعا البيان «العلماء الذين أفتوا بجواز ذلك، واستند إلى فتواهم من قام بهذا العمل، إلى أن يراجعوا ما أفتوا فيه، فالحق قديم، والرجوع إلى الحق مزية وشرف وتقوى».
وينتمي موقعو البيان من حيث الجنسية إلى 15 بلداً، وبينهم 12 عضواً من السعودية، وستة من الكويت، وخمسة من السودان، وثلاثة من اليمن، ومثلهم من مصر، واثنان من الأردن، وآخران من البحرين، وعضو واحد من: لبنان، هولندا، كوسوفو، تركيا، سوريا، موريتانيا، جزر القمر، تشاد.
ورابطة علماء المسلمين منظمة غير رسمية عقدت اجتماعها التأسيسي الأول في الكويت في 19 يناير 2010، وانتخبت الأمين الحاج من السودان رئيساً لها، ومحمد سيديا من موريتانيا نائباً للرئيس، وعبدالعزيز التركي من السعودية أميناً عاماً .
صحيفة الشرق السعودية الإلكترونية