عادت موجة (حصرياً) التسويقية التي اعتادت الفضائيات العربية على اطلاقها للدعاية لبرامجها خصوصًا في الشهر المبارك، وفي كل عام تتفاجأ ان هذه الحصرية لا مصداقية لها، في هذا العام امور عديدة تغيرت، الدراما السورية لن تكون حاضرة كالاعوام السابقة من ناحية الكم والكيف ايضا، ظروف الثورة السورية غطت على تفاصيلها، وان كانت الدراما السورية قد أيقظت شموخ وبطولات الرجل الشامي عندما كانت على وجه التحديد تصوره على سبيل المثال في المسلسل الشهير (باب الحارة) ضد الاستعمار الفرنسي، وتحول هذا الشموخ من تاريخ الى واقع وحقيقة ونحن نشاهد شموخهم اليومي بمواجهة عدو أشرس من المستعمرين للأسف الشديد وهو النظام السوري الظالم.
ولكن الملاحظ أن الكثيرين من الممثلين السوريين رجالاً ونساء والذين مثلوا أدوار بطولات رجال وأبطال الحارات السورية الشامخة لم يكن لهم اي دور ايجابي وهم يشاهدون اخوانهم ابطال الثورة يموتون ويستشهدون باعداد كبيرة وباساليب وحشية، فالكثيرون وليس جميعهم وقفوا موقفا سلبيا امام دورهم المأمول منهم، وهذه المواقف سوف تجعلهم بعد زوال النظام الذي يقفون معه من ضمن التاريخ المكتوب بحروف غير مشرفة.
في مصر الحال تغير، سيكون هذا العام مختلفاً، لن نشاهد حتما تركيزا على سرد درامي لبعض المواقف السوداء للنظام السابق كما شاهدنا ذلك وبتميز ونجاح بمسلسل (آدم) من بطولة النجم الغنائي والشامل تامر حسني، سنشاهد بداية لحالة درامية جديدة، خصوصا بعد الانتخابات وبروز تيار الاخوان، سيكون هناك من وجهة نظري من سيتبنى دراميا سرد لتاريخ الأخوان ومواقف النظام وجبروته معهم وخصوصا في زمن عبدالناصر، سيكون لقيادات الاخوان التاريخيين نصيباً من التركيز في المرحلة المقبلة، وبطبيعة الحال سيكون الحذر الفني موجوداً نفسياً على الاقل في ظل الوظع الراهن، لذا نحن مقبلين على مرحلة درامية مصرية ستكون مختلفة وبدون قيود فكرية وليس إباحية!.
الامر الذي أثار انتباهي بالفعل من التصريحات التسويقية هذه الايام لمسئولي الفضائيات العربية هو تصريح مدير تلفزيون دبي علي الرميثي والذي ينفي فيه دخول مقص الرقيب على المسلسل التركي التاريخي (أرض العثمانيين) اثناء عرضه برمضان، وأنا هنا بالفعل استغرب هل هذا تسويق للمسلسل ام اعلان عن عدم وجود الرقيب الهام وجوده كثيرا من وجهة نظري خصوصا مع المسلسلات التركية، وهذا الامر بالفعل محزن من قناة خليجية، فلو كان من غيرها كان الامر اهون، ولكن يبدو ان فضائياتنا الخليجية الخاصة والحكومية رضخت لسلطة المعلن والرئيس الفعلي لهذه القنوات واصبح من الطبيعي وبدون خجل ان تشاهد مسلسلات تقوم على انحراف فكري متناقض مع العادات والتقاليد الخليجية ويسوق لها بشكل مثير للاستفهام كمسلسل (روبي) على قناة MBC4 على سبيل المثال، لكي لا يفهم كلامي انه موجه لدبي الفضائية فقط، وسنكرر جملة الممثل احمد حلمي الشهيرة (مش حينفع..).
هذا العام سنفتقد للنجمين الذهبيين ناصر القصبي وعبدالله السدحان مجتمعين، والحاضر فقط السدحان على دبي بمسلسل (طالع نازل) وهي تجربة ذات مخاطرة امام جمهور لا يرحم، ويحتاج لإقناعه كثير لغياب القصبي، وعلى الجانب الآخر يواصل النجم فايز المالكي حضوره المميز على القناة الاولى وكذلك النجم حسن عسيري الممثل والمنتج ومكتشف النجوم والمخرج أحيانا وهي صفات نجح فيها وان جانبه من طرفنا النقد القاسي على اعماله كأمر طبيعي وصحي دراميا، وبانتظار ايضا النجمين راشد الشمراني ويوسف الجراح وايضا النجم فهد الحيان، كررت النجم والنجم لاحظتم كم هو مفرح تواجد نجومنا السعوديين وبتنوع في رمضان لهذا العام، اتمنى ان لا يخذلونا ولا يزودون جرعات الاستهبال لمحاولة اضحاكنا بالغصب ! .
محمد الرشيدي
صحيفة الرياض السعودية الإلكترونية