الطفرة الإعلامية والتقنية التي يعيشها العالم اليوم فتحت كل الأبواب الموصدة وجعلت الجميع تحت طائلة النقد بما في ذلك مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون الذي انتقدته في مقال سابق مدفوعاً بالحرص على كل ما من شأنه تطوير هذا المهرجان والارتقاء به نحو المنافسة الحقيقية. الدكتور عبد الله ابو راس مدير عام جهاز تلفزيون الخليج أرسل تعقيباً على مقالي السابق وتم نشره في الجريدة الأربعاء الماضي والحقيقة أني لم أكن أرغب بالرد على التعقيب مع كل التقدير والمحبة للدكتور ابوراس إلا أن بعض النقاط التي جاءت في ثنايا التعقيب أجبرتني على التعليق هنا:
أولاً: لا أدري ما هي المصلحة الخاصة التي أنتظرها من المهرجان والتي يقول د. أبو راس إنني أكتب لتحقيقها؟! وما الذي يمكن لجهاز تلفزيون الخليج أن يقدمه للكتاب والصحفيين ليضمن عدم تناولهم لما يشاهدون من ملاحظات؟ وهل من استراتيجية جهاز تلفزيون الخليج بندٌ يقول بأن أي نقد يكتب عن الجهاز سيعتبر منطلقاً من دوافع ذاتية ومصالح شخصية؟!
ثانياً: رغم اتهامات الدكتور أبو راس بأني لا أفهم بأن موسسة الإنتاج البرامجي هي المسؤولة عن الإنتاج وأن جهاز تلفزيون الخليج هو المسؤول عن التطوير والتنسيق إلا أنني ما زلت أرى بأن الجهازين لم يعد لوجودهما أي معنى في ظل التطور الإعلامي الكبير لجميع الدول الخليجية واقتحام عالم الإعلام الفضائي واليوتيوب, فما قدمه الجهازان سابقاً لم يعد يتناسب مع ما يشهده العالم اليوم من متغيرات كبيرة إضافة إلى أن العمل الخليجي الإعلامي المشترك أصبح مجرد أحلام فكل يغني على ليلاه وكل يبحث عمّا يتناسب مع أجوائه وبالتالي فاستمرار المؤسسة والجهاز بات غير مجدٍ في هذا الوقت.
ثالثاٍ: أما “مهرجان” تلفزيون الخليج فإن استمراره بشكل دوري أمر مهم ومطلب ضروري لأنه المناسبة الوحيدة تقريباً التي أصبحت تجمع الفنانين الخليجيين وحين يطالب البعض وأنا منهم بإعادة تنظيم المهرجان من خلال تشكيل لجان دائمة له ومدير عام له ليتناسب مع التطور الذي يشهده الإعلام الخليجي بشكل عام فإن ذلك من شأنه وضع المهرجان ضمن المهرجانات المعتبرة ذات التنظيم الواضح والجيد, وحين يطالب البعض وأنا منهم بأن يكون للمهرجان قناة تلفزيونية خاصة تنقل فعالياته المختلفة فليس لذلك أية مصالح شخصية أو ذاتية نتطلع إليها إنما ليكون للمهرجان دور ولو بسيط في محاولة إحياء صناعة التلفزيون الخليجي.
أخيراً ما أتمنى أن يعرفه الدكتور أبو راس أن نظرية “إن لم تكن معي فأنت ضدي” لم يعد لها وجود في ظل الشفافية والمصداقية التي يتمتع بها المجتمع السعودي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. فالكاتب من حقه أن ينتقد أي جهة لكن دون انتقاص وتجريح وشريطة أن لا يفسد ذلك للود أي قضية .
صحيفة الرياض السعودية الإلكترونية