ظاهرة حساسة انتشرت بالبلاد كثيرا بوقتنا الحالي أكثر من السابق، وهي الطلاق المبكر الذي هدم بيوت بعض الأسر، وذلك نتيجة تسرع الشباب من الجنسين للزواج دون دراسة، وعدم تحمل المسؤولية، وهناك أسباب أخرى أدت للطلاق منها الخيانة، والشك، وعدم تقبل أحد الطرفين الآخر «زواج غصب»، فكل هذه الأسباب تشكل خطرا على المجتمع، من حيث التفكك الأسري، والاتهامات التي يعانيها المطلقون، وفوق كل ذلك، هناك قوانين لا تنصف المطلقة.
وفي أحد المنازل الجميلة بمنطقة عبدالله المبارك، وهو منزل المحامية «نادية»، احدى بطلات المسلسل، حضرت «الوطن» تصوير عدة مشاهد من المسلسل الاجتماعي الجديد «مطلقات صغيرات» الذي يسلط الضوء على تلك الظاهرة الخطيرة، بالاضافة لقضايا اجتماعية أخرى، خلال أحداثه المثيرة، راصدا أسبابها، وواضعا حلولا لها، في تراجيديا انسانية عميقة، وفي الكواليس التقينا بفريق العمل، لنستشرف المزيد من تفاصيل المسلسل.
حدثتنا بالبداية كاتبة السيناريو والحوار الدكتورة خلود النجار، التي قالت: «كوني شخصيا «مريت» بهذه التجربة.. مطلقة صغيرة ولدي أبناء، قررت اظهار معاناة المطلقات، خاصة ان النسبة في تزايد بوقتنا الراهن للأسف، والمعاناة متعددة، اذ تتعقد المشكلة أكثر سواء من البيت، أو المحاكم والقوانين، وأنا شخصيا منذ طلاقي من عشرين سنة، والى اليوم لم يتغير شيء، والكارثة أنني كوني دكتورة في كلية التربية الأساسية، أجد عندي طالبات مطلقات، شعرت بلا شك بصراعاتهن، فهناك أهل يقفون مع أهل الزوج ضد ابنتهم، وأخرى تحضر للمحاضرة باكية بسبب طلاقها، فكل منهن بحسب ظروفها وأسبابها».
قصة واقعية
وعن الجرأة في الفكرة، ومدى استعدادها لتقبل الانتقادات، كون مجتمعنا لم يعتد هذه القضايا بشكل واضح، أكدت النجار أنها أقدمت على كتابة قصة واقعية، خالية من الخيال، قائلة: «المواضيع موجودة»، و«جدام الناس»، وكتبت بناء على نسب ودراسات حقيقية، ومواقف واقعية «شايفينها».
وفي «اللوكيشن» التقينا الفنانة سلمى سالم، التي قالت: «أجسد شخصية المحامية «نادية» التي تتلاقى فيها كل خيوط الشخصيات الأخرى، وهي شخصية، تعتبر يد العون للنساء، مناصرة لهن في قضاياهن، وتحل مشاكلهن.
أما الأزياء الخاصة بالشخصية فقالت سلمى: «تعتمد الشخصية على «البدل» الرسمية وغالبية «ستايلها» الشعر المربوط، والاكسسوار، و«الميك أب» البسيط، وفي مشاهد البيت اخترت ملابس ترتديها كل النساء بشكل عام».
شكوك بهمن
ثم التقينا الفنان عبدالله بهمن الذي قال عن دوره: «أجسد دور الزوج متعدد العلاقات النسائية، الذي يصاب بسببها بحالة من عدم الثقة بالنساء جميعا، وحتى أقرب الناس اليه زوجته، فيشك في كلامها، وتصرفاتها، ويظل يراقبها كثيرا، وتحدث مفارقات بالأحداث بيننا، وقد استفزني الدور كثيرا، لأنه صعب، ويتطلب اظهار مشاعر، وأحاسيس الشك النفسية المتناقضة على ملامح الوجه، فهو يشك بزوجته كون له علاقات كثيرة بنساء فيظن جميعهن هكذا».
طلاق هنادي
وقالت الفنانة هنادي عن سمات شخصيتها بالعمل: «أجسد دور «فاطمة»، زوجة بهمن، التي تعاني وساوس زوجها الشكاك والغيور، وتؤثر في الوقت نفسه على ابنتهما، ومع الأحداث اكتشف خيانة زوجي، فأقرر ان أتطلق منه، لأعود الى بيت أهلي ومعي البنت، ومع ذلك لا أجد الراحة، والدور واقع و«داير» بالوقت الحالي».
خالد «مبهذل ودفش»
وخلال فترة الاستراحة، توجهنا الى الفنان خالد بوصخر، الذي حدثنا عن دوره قائلا: «ألعب شخصية «خالد» ابن المحامية، شاب مهمل «دفش ومبهذل» في نفسه، ومظهره الخارجي، ومع تصاعد الأحداث أحب الغناء، فينصحني الأصدقاء بأن أتغير وأهتم بنفسي وهيئتي، والشخصية أحببتها كثيرا، لأنها تعكس واقعي، فأنا مغن، وبالعمل أمثل وأغني أيضا».
بساطة في الصورة
وبعد كلمة «ستوب.. شكرا شباب»، جاء الختام مع المخرج سائد الهواري، الذي قال لنا: «أتناول في المسلسل قضية المطلقات في سن الشباب، التي أضحت ظاهرة واضحة، وقضية خطيرة، مشتركة بين كل الدول العربية، وقد سهل لي النص كثيرا عملية الاخراج، فالمادة ثرية جدا، وتلامس الكثير من القضايا الحساسة، وأسرار البيوت، لذلك فقد استخدمت الأسلوب البسيط في الصورة، لأن الطرح عميق لا يحتاج لمبالغة في الاخراج، وأنا مرتاح كثيرا مع فناني العمل، فهم «سلسين» و«فاهمين»، وينفذون كل ما أريده منهم».
«مطلقات صغيرات» قصة عبدالله العجلة، وسيناريو وحوار الدكتورة خلود النجار، وانتاج «لوجو ميديا» محمد حسين المطيري، وبطولة عبدالامام عبدالله، وسلمى سالم، وابراهيم الزدجالي، وعبدالله بهمن، وأمل العوضي، وهنادي، وآخرين، ومن المقرر ان يعرض على قناة دبي في رمضان .
صحيفة الوطن الكويتية الإلكترونية