الواضح حتى الآن أن قنوات ssc التابعة لشركة الرياضة السعودية الواقعة تحت لواء وزارة الرياضة هي من سيتولّى عملية النقل التلفزيوني لدوري موسم 2022ـ2023م ، بعدما لم يتقدّم أي من القنوات السعودية الخاصة والحكومية بعروض رسمية أثناء فترة تقديم العروض لشراء حقوق النقل لبث منافسات كرة القدم السعودية .
ونحن أصبحنا أمام واقع بقبول وضع النقل مع الشبكة السعودية الوحيدة التي بدأت تجربتها الموسم الماضي، وكان لها ما كان من ضعف وتراجع انتشار الدوري السعودي القوي والمُشاهد عربيًّا وإقليميًّا بسبب اعتماد تقنيات وأساليب نقل مُملّة ولم يعد أمامنا من خيار إلّا قبول حال الشركة المحليّة ومحاولة الدفع بها نحو التحسين في المرحلة المقبلة.
إن أصعب ما واجهته شركة الرياضة السعودية هو ضيق الوقت وحداثة التجربة مع شهرة الدوري وجماهيريته، ولم يكن هناك من متسع لكل شيء، بما في ذلك الكوادر الوطنية التي تُشرف على عملية الإنتاج والصقل والتدريب واستيعاب الفنيين، فلجأت إلى شركات منتجة واعتماد سياسة نمط إدارة لا يقوم على الضخامة والتوسّع.
لقد كان الموسم الماضي تجربة للقنوات الوليدة، وتم غض الطرف عن كل الأخطاء بسبب الحداثة العمرية، لكن موسم واحد صعب وطويل كفيل بأن يشتد عود القنوات وتتضح لها الرؤية.
وبالنظر إلى ما كان في العام المنصرم، فإن القنوات تعاملت مع المشاهدين بأسلوب التغذية الجبرية وإدخال منصّة “شاهد” في الأمر، وربط النقل بالدفع وحصرية المنطقة الجغرافية مع فرض أسلوب تقليل الجودة أثناء النقل المفتوح وتغييب خيارات المحتوى من تحليل وبرامج، فذهبت المشاهدات لبرامج مُتاحة، وطفا على السطح روابط البث عبر حسابات مجهولة في وسائل التواصل الاجتماعي.
إن الواجب الآن هو أن تبادر قنوات ssc إلى تحسين الأداء وتدعيم النقل بتقنيات جديدة والعمل على توسيع شعبية الدوري السعودي في المنطقة والإقليم والبعد عن بعض الشركات التي تعتمد على أساليب نقل قديمة باعتمادها على أجهزة تتطلّب المرحلة تحديثها لمواكبة عالم البث التلفزيوني السريع والمتطوّر.
لقد بدأت الشركة السعودية تجربتها ونحن كنّا في المنتصف منها أحايين كثيرة ولم نقترب منها ولم تقترب هي من أحد ولم يعد الحال يسمح بمزيد تراجع ونحن من يرغب في تصدير قواه الناعمة للعلم .
حين إعلان شركة الرياضة السعودية ناقلًا جديدًا للدوري والمسابقات المحلية سنضبط المؤشر على دفع الوضع بأن الجودة تتحرّك باتجاه الإتقان ودون أن نضع في الحسبان أنّنا أمام شركة وليدة صغيرة .
مقال | تركي السهلي