في حفل بهيج أسدل الستار على مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في دورته الخامسة عشرة ، مختتماً المهرجان أيامه الثلاثة من الفعاليات والأنشطة الإعلامية والفنية الثرية والممتعة ، والتي تبارى فيها نجوم دول مجلس التعاون الخليجي، عندما طرحوا إبداعاتهم وأفكارهم الهادفة إلى لتطوير حاضر ومستقبل الإعلام الخليجي .
وعن شعار المهرجان ” إعلامنا هويتنا ” تحدث سعادة الأستاذ مجري بن مبارك القحطاني مدير عام جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج أمين عام المهرجان، أن اختيار إدارة المهرجان هذا الشعار لهذه الدورة، جاء تعبيراً عن الأهمية التي يمثلها الإعلام الخليجي وما وصل إليه من تأثير وما حققه من بصمات واضحة في فضاء الإعلام الخليجي، إلى جانب الإيمان بأن الهوية الوطنية الجامعة تشكل أحد أهم عناصر القوة إذا ما تم استغلالها وتوظيفها بالشكل الصحيح لإبراز المنجزات الحضارية والإنسانية لدى شعوب دول الخليج العربي، وأيضاً يمثل خط الدفاع الاول ضد ما تتعرض له المجتمع الخليجي من محاولات الاختراق وتذويب الهوية .
ومن ضمن فعاليات وندوات المهرجان برزت ورشة عمل وندوة بعنوان “مستقبل التدريب الاعلامي في الخليج”، حيث تطرقت إلى عدة محاور تتعلق بواقع التدريب الاعلامي في الخليج، ومدى أهمية التدريب في مجال الاعلام وأهم العناصر التي تساهم في نجاح التدريب الاعلامي ومستقبله، حيث أجمع المشاركون على أهمية عنصر التدريب في جميع المجالات، وأن الاعلام الخليجي يواجه مشكلة عميقة في مسألة التدريب، وذلك يعود إلى العديد من الأسباب، سواء كانت حكومية أو خاصة أو في طبيعة برامج التدريب التي يتم تطبيقها أو في المدربين أنفسهم، وفيما يمتلكونه من خبرات تؤهلهم لتقديم الدورات والبرامج التدريبية.
هذا وشكل سوق المهرجان المصاحب لفعاليات المهرجان فرصة هامة لتلاقي المؤسسات الاعلامية الرسمية والخاصة تحت سقف واحد، لتبادل الافكار والرؤى والخبرات، وتعريف الجمهور بأهم الإنتاجيات الفنية الخليجية، وقد شاركت هيئة الاذاعة والتلفزيون السعودية في فعاليات المهرجان، حيث سلط الجناح السعودي من خلال المطبوعات واللقاءات المباشرة مع الجمهور الضوء على أهم وأبرز المظاهر الحضارية في المملكة، والجهود التي تقوم به الهيئة في إبراز هذه الصورة، من خلال ما تقدمه من برامج اذاعية وتلفزيونية وأعمال درامية، كما سلط الجناح السعودي الضوء على النجاح في استقدام المنصات الرقمية الحديثة، خصوصاً مع ما تشهده المملكة من نهضة عمرانية وحضارية، تنفيذاً لرؤية المملكة 2030، والتي تستهدف مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية والتنموية. وفي جلسة إعلامية وفنية سعودية، ضمت عدد من الاعلاميين والفنانين السعوديين الذين كانت لهم بصمات وحضور لافت بين أروقة المهرجان، حيث تحدثوا لـ”الرياض” عن آرائهم وانطباعاتهم، وبدءا من الدكتور الفنان المعروف راشد الشمراني، الذي أشار إلى أن تواصل المهرجان لمدة “40”، عاما يؤكد على الاهمية والدعم الذي يحظى به من صناع القرار في دول مجلس التعاون العربي الخليجي، إلى جانب ما يحققه لقاء الفنانين والإعلاميين الخليجيين من تعاون وتبادل للأفكار والرؤى والخبرات، والذي ينعكس بالإيجاب على تطور العمل الاعلامي والفني في منظومة دول الخليج.
من جانبه أكد الممثل عبد الإله السناني أن المهرجان يمثل منصة لتبادل المعرفة والإطلاع على ما وصلت إليه صناعة المحتوى الاعلامي من تطور، وكما يؤكد أن لدينا في دول مجلس التعاون الكثير من الكوادر والطاقات التي تستطيع الاضطلاع بمسؤولية تطوير مسيرة العمل الابداعي في هذا المجال. في حين يرى المخرج عامر الحمود أن اختيار شعار إعلامنا هويتنا جاء موفقاً إلى أبعد الحدود، حيث هدف الشعار إلى أهمية الهوية الخليجية الجامعة، التي تقوم على كثير من الأمور المشتركة مثل العادات واللغة والدين، وهذا ما وصل إليه إعلامنا الخليج إلى التميز ضمن وحدة واحدة تهدف إلى تعريف العالم بهذه البقعة الجغرافية والحضارية المهمة.
بينما يرى الفنان يوسف الجراح، أن المهرجان تجديد للقاء الفن والإبداع والجمال على أرض البحرين العزيزة، وقال إن ما لفت انتباهه هو تنوع شركات الانتاج والتطور الملحوظ في تنظيم المهرجان، كما لفت انتباهه ايضاً تكريم الفنانين والمبدعين في حياتهم، حيث اختلفت مقاييس التكريم في هذا المهرجان عن ما سبق، حيث كان التكريم للفنان بعد وفاته، كذلك يرى أبو طلال أن المهرجان لأول مرة جمع الفنانين والمبدعين الخليجيين الذين التقوا بقلوب وعقول متطورة إعلامياً وفنياً.
وعن رأيه أكد الفنان الممثل المعروف فايز المالكي على أهمية المهرجان في تحقيق التكامل الخليجي على كافة الاصعدة الإعلامية، فضلاً دوره الكبير والمؤثر في تقريب وجهات النظر المختلفة بين العاملين في المجالات الاعلامية والفنية وأصحاب القرار لما لهذه المهرجانات من أثر لتوحيد الصوت الاعلامي عبر التواصل وتبادل الرؤى والأفكار.
ويؤكد ياسر الشمراني “مدير إذاعة “MBC FM” أن المهرجان شهد حراكا إعلاميا وفكريا واللقاءات المثمرة، وقال أيضاً إن بالمهرجان أفكارا كثيرة طرحت خلال الندوات، وتمت لقاءات جميلة احتضنتها سوق الانتاج، كما قال إن مقر الوفود المشاركة خلية نحل يرى شهدها في عيون الجميع، كما تحدث الزميل محمد المشاري الاعلامي والمراسل لقناة “MBC”، عن سعادته بالتواجد في المهرجان للمرة الاولى، معتبراً أن تواجده يمثل فرصة ثمينة للالتقاء بكوكبة من الاعلاميين المتميزين في دول الخليج، والذين يمثلون له مصدر للاكتساب الخبرة والاستفادة من تجاربهم، وأعرب عن تطلعه إلى أن يركز المهرجان في دوراته القادمة على فئة صناعة التقارير التلفزيونية لما لها من أهمية، فهي مواد تتم صناعتها بعناية ودقة .
إلى اللقاء السادس عشر..
انتهى المهرجان والعرس الاذاعي والتلفزيوني الخليجي الـ 15، ولم ينته الحديث حوله، كانت عبارات الثناء تتنقل بين وقفات الوفاء وجمال العطاء، لتحفظ الذاكر للمهرجان تميزه وتفرده، أما أحاديث الوداع فكانت جلها تدور حول اللقاء المقبل تحت قبة مهرجان الخليج الـ 15 بإذن الله، وهي ثقة تجعل المسؤولية في التنظيم أكبر، والطموح في التميز بلا سقف، وكعادتهم كان أهلنا في مملكة البحرين رموز كرم وينبوع عطاء بروح مضيافة وابتسامة لا تنام ولا تغفو .