لو تتبعت أخبار الإنتاج الدرامي من بعد رمضان لوجدت أنها جميعا تبدأ بعبارة الاستعدادات لتصوير الأعمال لرمضان القادم حتى أصبحنا نتوقع أن أي عمل يعرض خارج خارطة رمضان هو من الأعمال الفاشلة ولو تابعنا القنوات بعد رمضان لوجدنا أنها تعيد عرض ما أنتج في رمضان فكل قناة تعرض ما عرض على بقية القنوات الأخرى وعندما تنتهي منه ستعيد ما عرضته في رمضان حتى يأتي رمضان وهكذا يستمر التبادل في عرض ما عرض في رمضان من الآن وحتى رمضان القادم والقنوات لا تزال تجذب المعلنين للأعمال التي عرضت على قنوات أخرى وأصبحت البيوت الإعلانية تتحكم في نجاح القنوات وإيثار قنوات على حساب قنوات رغم أن عددا لا يستهان به من المشاهدين لا يشاهدون الأعمال الدرامية عبر القنوات وإنما عبر الانترنت .
سياسة الإنتاج لرمضان والعرض لبقية العام تعتبر ولاشك إفلاسا انتاجيا لا يتحمل المنتج مسؤوليته إنما تقع كامل المسؤولية على عاتق القنوات والتي لو نظرت إلى العملية بشكل إنتاجي صحيح لعلمت أن توزيع الإنتاج على كامل العام هو في مصلحة إنتاج أعمال متميزة تحظى بتواجد اكبر نسبة من النجوم .
لو بحثت الآن في المملكة عن أي عمل يتم تصويره لما وجدت ولو سألت عن النجوم لقالوا لك ننتظر ما يعرض علينا لرمضان القادم ولهذا هم في سبات نصف صيفي وخريفي وربيعي وشتوي وبمناسبة ذكر الفصول ترون أننا نفتقد التصوير في الأجواء الشتوية والربيعية والخريفية لأن انتاجنا يأتي في الصيف فقط فهو قبل رمضان ولرمضان .
إنني أتساءل لماذا لا تقدم هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية كنموذج على توزيع إنتاجها على كامل العام فلو قلنا إنها ستنتج 12 عملا في العام فليكن كل شهر بداية لإنتاج عمل جديد فهذا ولاشك يساعدها على تكون فريق للمتابعة ويتيح الفرصة لأكبر عدد من النجوم للمشاركة وليس كما هو الحال عليه الآن حيث يأتي موسم التصوير في شهرين من العام ويتوزع الكل على المتاح فتكون المشاركة باهتة ولهذا لو توزع الإنتاج على كامل العام لأتيح للهيئة أن تختار من الأعمال التي تنتجها على مدار العام ما ترى أنه مناسب للعرض في رمضان وقبل رمضان بمدة مناسبة وتخرج من دوامة فرضية قبول كل ما ينتج لرمضان رغم علاته بحجة أن الجود من الموجود واستمرار القبول بالموجود كل سنة غير صحيح لأن الجود يفترض أن يكون من أفضل ما تم تجميعه على مدار العام عندها سترتاح الهيئة من الكثير من الإشكاليات التي تواجهها كل عام في التكليف بأعلى الأسعار والقبول تحت ظرف عامل الوقت .
أتمنى على الهيئة أن تبدأ من الآن بتنفيذ هذا المقترح وستجد أنها ستتوصل إلى نتيجة مرضية في رمضان القادم فليس عليها أن تركب موجة الإنتاج الرمضاني كما تفعل بقية القنوات رغم أن الكثير منها تتعاقد على إنتاج رمضان بعد رمضان وتنفذه على مدار العام ولهذا فالكثير ينتج في ظروف تكاد تكون مناسبة من حيث الوقت والظروف المناخية .
هيئتنا حتى الآن تدفع بعد الإنتاج ويمكنها أن تحل لغز لا إنتاج دراميا إلا لرمضان ولهذا ما الضرر في أن توزع إنتاجها على مدار العام فهذا سيتيح لها فرصة مضاعفة إنتاجها عبر إيجاد الراعي والمعلن الذي يمكن أن يغطي التكلفة أثناء عمليات الإنتاج متى ما سوقت إنتاجها بشكل يبعدها عن الصراع الرمضاني .
بقلم : ماضي الماضي | صحيفة الرياض السعودية الإلكترونية