الإساءات التي أطلقها فايز المالكي تجاه التلفزيون السعودي ومسؤوليه خلال ظهوره ببرنامج “يا هلا” أو من خلال تغريداته في تويتر واتهاماته المتواصلة لمسؤولي هيئة الإذاعة والتلفزيون بعدم الكفاءة ما هي إلا صورة واضحة للجحود والنكران. لأن هذا الممثل لم يصل إلى ما هو عليه الآن من نجومية -إذا كان يعتبر نفسه نجماً- إلا بفضل التلفزيون السعودي هو ومعظم زملائه الفنانين وما تحقق له من انتشار وحضور لم يكن ليتحقق لو لم يحتضنه التلفزيون السعودي.
فايز المالكي يوجه الاتهامات للتلفزيون السعودي من كل اتجاه وهو يعلم تماماً أنه صنيعة التلفزيون السعودي؛ فقبل أن يحتضنه التلفزيون كان مجرد ممثل كمبارس أو ثانوي من خلال أعمال المخرج القدير عامر الحمود والتي كان يظهر بها على استحياء حتى قدم له التلفزيون فرصة عمره من خلال مسلسل “اخواني أخواتي” ومسلسل “أبو شلاخ البرمائي” اللذين أطلقا المالكي لعالم الأضواء والمنتجين, خاصة “أبو شلاخ” الذي صرفت له ميزانية تفوق ميزانية عمل ضخم كالملك فاروق أو غيره من الأعمال الكبيرة.
المالكي حين يوحي بتهم الفساد للتلفزيون السعودي لماذا لم يذكر أن مسلسلاته التي كان ينتجها التلفزيون كانت تصرف لها ميزانيات كبيرة لا نرى لها أي انعكاس في أعماله؟. ليس المالكي وحده من وجد الدلال جميع الممثلين والمنتجين تضخموا ودخلوا عالم الثراء والشهرة والأضواء بعد دخولهم التلفزيون السعودي. وكثيراً ما كتبنا ننتقد التلفزيون السعودي في تعامله مع الأعمال المحلية والمنتجين المحليين والمبالغ الكبيرة التي تصرف لهم دون استحقاق؛ ورغم هذا الدلال إلا أنهم أصبحوا يتعاملون مع التلفزيون بفوقية كبيرة.
لا نشك بأن فايز المالكي لاحظ الفرق بنفسه بين تعميدات التلفزيون وبقية القنوات الخاصة ولعل هذا سبب الحملة التي يشنها حالياً على التلفزيون والتي يبدو أن هدفها الضغط على القائمين على التلفزيون لإعادته من جديد. لكن وبغض النظر عن الهدف يبقى للتلفزيون فضل عليه وعلى غيره من الفنانين ولا يليق به أن يتحدث عن تلفزيون الوطن بهذا الشكل المؤسف.
للأسف أصبحنا نتسابق على الانتقاص من كل المنجزات الوطنية ونتسابق على الإساءة المتعمدة لكل من يعمل من أبناء البلد إساءة تأتي غالباً هدفها هدم كل الطموحات التي يحملها أبناء الوطن. إساءة تأتي مقابل إشادات مبالغ فيها لمنجزات الغير!.
كل ما نتمناه أن تكون آراء المالكي صادقة وهدفها الإصلاح فعلاً لا أن تكون نابعة من غيرته من استمرار تواجد غريمه ومنافسه حسن عسيري في التلفزيون السعودي. ويبدو أن تنافسه مع غريمه قاده لإحراق طريق عودته للتلفزيون فيما لو لم يستمر في روتانا خليجية .
بقلم : خلدون السعيدان | صحيفة الرياض السعودية الإلكترونية