يبدو ان الظروف الصعبة التي مرّت بها مصر في السنوات الثلاث الماضية، دفعت القائمين على المسلسلات المصرية لمضاعفة جرعة الكوميديا خلال الموسم الرمضاني، ما أعاد الى الشاشة غالبية نجوم الكوميديا سواء من جيل الكبار أو الشباب. ولن تقتصر هذه الأعمال على الفنانين فقط كما العادة، بل تصل إلى عدد من الفنانات .
وها هو عادل إمام يراهن مجدداً على الكوميديا التي تميز بها طوال مسيرته الفنية، للعام الثالث على التوالي بعدما قدمها خلال العامين الماضيين في مسلسلي «فرقة ناجي عطا الله» و«العراف». ويطل «الزعيم» هذا العام في «صاحب السعادة» الذي يجسد بطولته أمام لبلبة وخالد زكي ورياض الخولي ونهال عنبر وأحمد عيد وإدوارد وتأليف يوسف معاطي وإخراج رامي إمام. وتدور القصة في إطار اجتماعي كوميدي، من خلال أب وأم يحاولان حل مشكلات بناتهما الخمس المتعلقة بالزواج والعنوسة والتعليم، إلى جانب مشاكل أحفادهما. وعلى رغم تناول الأحداث في شكل كوميدي، إلا أنها تتضمن المواضيع والقضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإنسانية.
ويعود محمود عبد العزيز من خلال مسلسل «أبو هيبة في جبل الحلال» أمام وفاء عامر ونرمين الفقي وفتحي عبد الوهاب وإخراج عادل أديب، وتدور أحداث العمل في إطار اجتماعي كوميدي، من خلال شخصية رجل متعدد العلاقات النسائية، الأمر الذي يتسبب له في مشاكل عدة، إلى أن يتعرض لحادث مفاجئ يقلب حياته رأساً على عقب.
كما يطل محمد سعد في مسلسل «فيفا أطاطا» أمام إيمي سمير غانم وعبد الرحمن أبوزهرة وسامي العدل وإخراج سامح عبد العزيز، وتدور الأحداث من خلال شخصيتي «أطاطا» و»اللمبي» اللذين قدمهما في فيلمين شهيرين له، وهما يسكنان في حي شعبي، وتقع بينهما مفارقات كوميدية كثيرة، خصوصاً بعد أن تنتقل «أطاطا» للعيش في فيللا لواء شرطة في مصلحة السجون، لمساعدته في علاج ابنته التي تعاني مرضاً نفسياً يجعلها منفصلة عن الواقع.
وتنافس مجموعة من الفنانات بمسلسلات كوميدية وفي مقدمهن فريق مسلسل «كيد الحموات» لماجدة زكي وهالة صدقي وسوسن بدر وكريمة مختار ولطفي لبيب وانتصار ومي سليم وتأليف حسين محرم وإخراج أحمد صقر. وتدور القصة من خلال شخصية «نور» (ماجدة زكي)، وهي مأمور سجن القناطر، ولديها ثلاث فتيات تصر على تزويجهن في العمارة التي تسكن فيها، وتدخل في صراعات كبيرة مع حماة كل واحدة منهن.
أما هند صبري فتنافس بمسلسل «إمبراطورية مين؟» أمام عزت أبو عوف وسلوى خطاب ومحمد شاهين وإخراج مريم أبو عوف، وتدور أحداث المسلسل في إطار درامي ساخر يسلط الضوء على ما مرّت به الشعوب العربية خلال السنوات الثلاث الماضية من ثورات وأحداث، من خلال شخصية «أميرة» التي عادت مع أسرتها إلى القاهرة مع بداية ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011 بعد سنوات طويلة من الغربة.
ويواصل مصطفى شعبان تقديم الكوميديا التي قدمها في «العار» و«مزاج الخير» و«الزوجة الرابعة»، حيث يلعب بطولة مسلسل «دكتور أمراض نسا» أمام أحمد بدير وصابرين وصفاء سلطان وإخراج محمد النقلي، وتدور الأحداث حول طبيب نساء، يغرق في مشاكل مرضاه الاجتماعية، كما يورطه عمه في قضايا كثيرة.
الأمر ذاته يتكرر مع أحمد مكي للعام الرابع على التوالي من خلاله تقديمه جزءاً جديداً من مسلسله «الكبير أوي» أمام دنيا سمير غانم وهشام إسماعيل، وتدور أحداثه حول عمدة قرية «المزاريطة» الذي تزوّج من امرأة أميركية، وأنجب منها توأم، تربى أحدهما في صعيد مصر، والثاني في الولايات المتحدة، ما ينتج منه مواقف كوميدية ومفارقات كبيرة بينهما.
ويعود أشرف عبد الباقي بعد غياب من خلال مسلسل «أنا وبابا وماما» أمام نشوى مصطفى وهناء الشوربجي في إطار كوميدي، يناقش مجموعة من المواقف داخل إحدى العائلات، ويتخللها صراعات بين الأب والأم والأولاد.
ويواصل محمد هنيدي حضوره بالصوت من خلال مسلسله الكرتوني «سوبر هنيدي» الذي يلعب بطولته أمام حسن حسني وطلعت زكريا، ويناقش في حلقاته الجديدة موضوعات وقضايا في قالب كوميدي ساخر.
ويحضر أحمد حلمي بصوته فقط من خلال مسلسل «العملية ميسي» لعزت أبو عوف وصلاح عبد الله وبشرى وإخراج أحمد مناويشي، وتدور أحداثه في إطار كوميدي سياسي حول قرد يُدعى «ميسي»، تسعى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إلى خطفه.
ويبقى السؤال: هل ستتمكن هذه الأعمال من انتشال المشاهد من بؤس الواقع وتمدّه بشحنة من التفاؤل ولو موقتاً ؟
صحيفة الحياة السعودية الإلكترونية