أكاد أجزم بأن معظم من يهاجمون التلفزيون السعودي لا يعلمون عن ما يعرض فيه من برامج ومسلسلات، واعتمدوا في انتقاداتهم على معلومات استقوها من عناصر تعمل في داخل الجهاز نفسه .
إن ما يتعرض له التلفزيون السعودي حالياً من هجوم مقنن لا مبرر له، سوى أننا أصبحنا من أكثر المجتمعات التي تجلد الذات، وتنكر كل عمل وكل منجز وطني، وتلغي كل الأشياء الجميلة.
لا أحد ينكر أن هناك كثيراً من العمل الذي يتطلب إنجازه؛ ليصبح التلفزيون السعودي على مستوى التطلعات والآمال، ولكن من الإجحاف أيضاً أن نغمض أعيننا عن التطور الملحوظ الذي بدا عليه التلفزيون في الآونة الأخيرة، حيث أنتجت برامج مميزة لاقت كثيراً من المتابعة والتواصل.
إن مقارنة التلفزيون السعودي مع غيره من القنوات الفضائية غير منطقية وظالمة، ذلك لأن القنوات الخاصة لديها هامش كبير من الحرية، وما تعرضه من برامج ومسلسلات لا يمكن أن يعرض على قنوات التلفزيون السعودي، التي تتقيد بقيم المجتمع وعاداته.
إن معظم برامج القنوات الخاصة تفتقد المعايير الأخلاقية بشكل واضح وصريح، بل وتفتقد المهنية من خلال الإثارة والمبالغة التي تمارسها، وهذا ما لا يستطيع عمله التلفزيون الرسمي.
لم يمض أكثر من عام على تحول الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة وفي هذا العام تغير كثير من الأمور التشغيلية، وأصبح التلفزيون يعج بالقدرات الشابة التي تشاهدها في الأستديوهات المختلفة، تلك القدرات الشابة التي أصبحت هي الوقود الفعلي لمعظم البرامج التطويرية التي يمر بها الجهاز.
أنا هنا لا أقوم بمهمة تحسين صورة التلفزيون السعودي، ولا الدفاع عنه وعن العاملين فيه، إنما لشعوري بالغبن وأنا أتابع الهجوم غير المنطقي على التلفزيون وقياداته، خصوصاً من بعض المنتجين الذين لم يجدوا لهم مكاناً في الخطة التطويرية للتلفزيون، فعملوا على الانتقاص منه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على أمل أن يعودوا إلى التلفزيون بأعمالهم الهزيلة!.
الفجوة الكبيرة بين التلفزيون السعودي والصحافة لا يقربها من وجهة نظري سوى إنشاء مكتب إعلامي لتسويق البرامج ومنتجات التلفزيون، كما هو معمول به في معظم التلفزيونات والقنوات التلفزيونية، ويعمل أيضاً على طرح استبيان للمشاهدين من خلال الإنترنت؛ لمعرفة ماذا يريد المشاهد من التلفزيون ليكون ذلك خيارهم الأول.
وجود مكتب إعلامي يعمل به طاقم محترف ومتميز سيردم – أو على الأقل سيضيق – الفجوة بين الصحافة والتلفزيون، ويعمل على التواصل الدائم مع الكتاب والصحفيين من خلال إطلاعهم الدائم على ما يجري داخل أروقته من أعمال مختلفة.. وبالتأكيد ستختفي بعض الأصوات التي تعشق تهميش كل منجز جميل في الوطن مهما كان نوعه .
بقلم : خلدون السعيدان | صحيفة الرياض السعودية الإلكترونية