تابعت مؤخراً الفضائية السورية لأتابع دروساً جديدة في الأساليب الإعلامية الغوغائية لمرحلة ما بعد مسرحية انتخاب بشار الاسد الأخيرة ، تفاجأت في أحد البرامج السياسية أن الحديث مركز على ايران والدور الايراني بالمنطقة، توقعت أنني أمام بث لقناة العالم الايرانية او الميادين او حتى قناة المنار التابعة لحزب الله.
كان المتخصص بالعلوم السياسية يتحدث بنشوة في تعليقه على زيارة امير الكويت لايران مؤخراً، كان يقول انها ليست زيارة لمسؤول كويتي فقط وإنما هي بالنيابة عن دول الخليج والدول العربية الأخرى التي كانت ضد إيران، تحدث عن ايران اكثر من بلاده سورية، اعتبر ان الصمود ونجاح الانتخابات وانتصارات الجيش السوري كانت بفعل الحضور الإيراني القوي بالمنطقة.
أي خزي كانت عليه الفضائية السورية الرسمية وهي تطبل للجانب الإيراني أكثر من الإيرانيين أنفسهم على قنواتهم وخصوصاً الموجهة للعالم العربي، قناة العالم، من المؤسف أن نشاهد غوغائية إعلامية بليدة بهذه الصورة التي أضحى ومازال الإعلام السوري فضائياً ينتهجها منذ بداية الثورة على النظام الحاكم.
في العالم العربي وخصوصاً الإعلام الرسمي الحكومي نجد أحياناً الاحترافية غائبة فيه عند حدوث أزمات واقعية، لأن هذا الإعلام استكان وعاش حالة من الجمود والتي تجعل بث أغاني تمجيد القادة الأساس الذي تقوم عليه استراتيجيتهم، ولا أدل على ذلك على سبيل المثال المسرحيات الفكاهية التي شاهدناها على الفضائية الليبيبة الرسمية إبان الثورة على معمر القذافي، وافتقادها لأبسط معايير المهنية والمصداقية.
وكذلك الحال ولكن بصورة أخف نوعاً ما أثناء ثورة 25 يناير المصرية، وما أعقب ذلك من نجومية كبيرة للقنوات الخاصة ونجاحها مع عدد من المذيعين في ان يساهموا وبشجاعة بالثورة الأخيرة على نظام الاخوان، وبروز شخصيات إعلامية شجاعة أبرزهم باسم يوسف.
ولكن من وجهة نظري إذا صحت الأخبار التي تسربت عن أمر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للتلفزيون المصري الرسمي للتعاقد مع باسم يوسف وبث برنامجه البرنامج بعد توقفه مؤخراً لأسباب عديدة، فإن هذه الخطوة من وجهة نظري ستؤسس لفكر إعلامي رسمي جديد مختلف عما تعودناه بتاريخنا الاعلامي العربي، وإن كنت غير متأكد من هذه المعلومة، إلا أنها ستعطي لمرحلة الرئيس السيسي نسقاً اعلامياً مغايراً، كون الإعلام في مرحلته لن يكون مجرد إعلام مراحل كما حدث قبل وبعد 25 يناير، فالجميع سيكون تحت حرية إعلامية غير مقننة وغير منفلتة في الوقت نفسه.
في العالم العربي مدارس إعلامية متعددة، أطرفها كما أسلفت حالياً النموذج السوري، والذي ننتظر ما بعد مرحلته الحالية بإذن الله .. !!
بقلم : محمد الرشيدي | صحيفة الرياض السعودية الإلكترونية