لم تكن قناة كال MBC بحاجة إلى باسم يوسف لتقدمه لجمهورها في مصر في وقت يعرف القائمون عليها أن ظهور هذا المذيع في هذا الوقت يعتبر مجازفة وخطوة غير مأمونة . ولم تكن المجموعة الإعلامية الكبيرة وهي تحقق النجاحات من خلال قناتها المصرية أن تخسر ما كسبته في الفتره الماضية من أجل مغامرة غير محسوبة وخطوة لم تدرس جيداً .
إن ظهور باسم يوسف على قناة “MBC مصر” بعد أن اعتذرت له جميع القنوات المصرية الخاصة والحكومية يعد تحدياً واضحاً وصريحاً للمشاهد المصري الذي بدأ يتلمس طريقه من جديد ولم يعد يقبل أن يعود للوراء وهذا التحدي بكل تأكيد سيضع القناة والمسؤولين عنها في موقف محرج للغاية وهو موقف ليست القناة بحاجة إلى الدخول فيه أساساً خصوصاً في شأن يعتبر داخلياً ولا يجوز الخوض فيه بما يسيء للشعب المصري ويقلل من اختياراته.
حين تبنت قناة الجزيرة في وقت سابق فكراً وتوجهات معينة ما زالت تراهن عليها خسرت الكثير من مهنيتها ومصداقيتها وبالتالي فقدت الكثير من متابعيها الذين كانوا يؤمنون بما تقدمهم لهم في المرحلة السابقة. وحين حاولت القناة فرض نهج أو حزب أو توجه بعينه ودعمه والدعاية له وإلغاء كل ما يخالف توجهاته وإلغاء الطرف الآخر حتى وإن كان هو الأكثر والأغلب فهي تكون قد قررت السباحة عكس التيار وفرض الوصاية على المشاهدين وهو أمر لم يعد يجدي في أيامنا هذه.
الوسائل الإعلامية بمختلف توجهاتها ونوعيتها يجب أن تكون دائماً على الحياد وأن لا تبني موقفاً ولا ينتمي لتحزبات هذا إذا كان إعلاماً يريد المصداقية ويبحث عنها؛ إعلاما نزيها لا يروج لفكر دون آخر, فلم يعد المشاهد العربي يقبل بالوصاية على عقله وتحديد خياراته وتوجهاته وبالتالي لابد للقائمين على قناة “MBC مصر” أن تعيد النظر في تعاونها مع باسم يوسف خاصة بعد أن بدأ برنامجه يثير الرأي العام المصري من خلال ما يقدمه أسبوعياً من تهكم وسخرية بأشخاص وقطاعات يعتبرها الشارع المصري رموزاً لا يجب التطاول عليها وهذا من حقهم, فنحن مثلاً بالمملكة لم نقبل من الإعلام الخارجي أن يتناول قضايانا الداخلية بما يسيء إلينا, بل وكان صوتنا حاداً وعالياً في مواقف سابقة.
إن باسم يوسف وما يقدمه ينذر بمزيد من الاحتجاجات والمطالبات بمحاكمات لإيقاف البرنامج والقناة وهو قبل كل شيء يحرجنا نحن بالمملكة قيادة وشعباً ويجعلنا في نفس الموقع الذي تقف فيه قناة الجزيرة! ..
بقلم : خلدون السعيدان | صحيفة الرياض السعودية الإلكترونية