لم يمر العام 2013 مرور الكرام على القنوات التلفزيونية السعودية وملاكها ، كونه شهد قراراً مهماً يخدم العمل التلفزيوني في المملكة، ويهدف إلى تهيئة بيئة مناسبة لتلك المحطات سواء في خارج المملكة أم في داخلها، إذ أعلنت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية قبل أشهر إقرار منح رخصة إنشاء وتشغيل أول منصة خاصة لبث القنوات الفضائية في السعودية، وسيعلن عن الشركة المنفذة لتلك المنصة مطلع عام ٢٠١٤ .
وتتكون المنصة من المعدّات اللازمة لبث القنوات التلفزيونية عبر الأقمار الاصطناعية وعبر وسائل الإعلام الجديد، وتشتمل على كل الخدمات المصاحبة التي تحتاجها القنوات مثل التخزين والتجميع والعرض والمونتاج والربط، وتستهدف القنوات الفضائية الخاصة المملوكة لسعوديين.
واعتبر وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة أن مشروع المنصة الإعلامية الذي طرحته الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع يعد نواة أولى لمدينة إعلامية في السعودية، إذ يعتبر هذا المشروع من المشاريع الإعلامية الضخمة.
ويرى مسؤول التحرير في صحيفة «النادي» السعودية نعيم تميم الحكيم أن إقرار المنصات سيساهم في تنظيم الفوضى الحاصلة منذ سنوات لمكاتب الفضائيات الخاصة داخل المملكة، ويقول: «هو أمر إيجابي ومطلب خصوصاً بعد سلسلة التجاوزات التي حصلت من هذه القنوات والمسيئة الى المجتمع السعودي، لكن يبقى هناك تخوف كبير يكمن في تسبب المنصات بتكميم أفواه هذه القنوات لتتحول الى نسخ كربونية من القنوات الحكومية وبالتالي تحد من طرحها الحر المتوازن الإيجابي».
ويضيف: «لا بد من أن تضمن هذه المنصات حرية التعبير في ما يقدم من محتوى من دون المساس بالثوابت الشرعية والوطنية».
ويؤكد الإعلامي فؤاد المالكي أن «المنصة» التي أعلنت عنها الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، ستساهم في توفير بيئة إعلامية للقنوات السعودية، لا سيما أن هناك قنوات محلية لجأت إلى البث من خارج المملكة، لافتاً إلى أن قرار إنشاء المنصة سيزيد من عدد القنوات المحلية، ما يوفر فرص عمل كبيرة للإعلاميين السعوديين.
ويوضح مصدر في هيئة الإعلام المرئي والمسموع في السعودية أن المنصة الإعلامية ستكون نواة لمدينة إعلامية متكاملة في المستقبل، ويقول: «اتضح للهيئة من خلال دراسة استطلاعية أن هناك قنوات عدة لديها الرغبة في البث من داخل المملكة»، لافتاً إلى أن الهيئة تعمل على أن تكون الأسعار للخدمات المقدمة من هذه المنصة مشجعة للقنوات مقارنة بالمنصات الموجودة خارج المملكة. ويضيف أن المنصة ستكون مجهزة بأجهزة عالية الجودة وكوادر مدربة، ومركز خدمات شامل لتخليص وإنهاء المعاملات الخاصة بالقنوات لدى الجهات الحكومية ذات العلاقة في ما يخص الحصول على التأشيرات اللازمة والتراخيص.
يذكر أن القنوات السعودية الخاصة تبث من خارج المملكة، لكنها فتحت مكاتب لها في الرياض وجدة، ما يعني أن المنصة الإعلامية التي ستطبق في المملكة ستخدم تلك القنوات في كل مهماتها، وكذلك تستهدف المنصة القنوات غير السعودية التي تهتم بالمشاهد في المملكة، ما يجعل السعودية مقصداً إعلامياً خلال الفترة المقبلة .
صحيفة الحياة السعودية الإلكترونية