وصف مقدم نشرة الأخبار في قناة «العربية» السعودي عمر النشوان، القنوات الفضائية الحكومية بـ «السلحفاة»، كونها تسير ببطء، وتعتمد على تكميم الأفواه والمحسوبيات، لافتاً إلى أن العمل في تلك القنوات دفع بإعلاميين سعوديين إلى القطاع الخاص .
وقال النشوان لـ «الحياة»: «قنواتنا الحكومية ما زالت تعيش في عصر «الكتاتيب»، وتسيطر عليها البيروقراطية الحكومية، ومن الصعب انتشالها من وضعها المتردي حتى لو استحدثت لها ألف هيئة».
وأضاف: «أن سبب اتجاه عدد كبير من الإعلاميين السعوديين للعمل خارج الوطن، يعود إلى عدم امتلاك المملكة مدينة إعلامية تحتضن قنواتها، ما دفع عدداً من الصحافيين السعوديين إلى العمل خارج بلادهم»، مشيراً إلى أنه سعيد بالعمل مع «قطبين من أقطاب الإعلام العربي»: «تخرجت في مدرسة داود الشريان والتحقت بجامعة عبدالرحمن الراشد».
وتابع: «العمل مع داود الشريان من أصعب وأجمل تجربة في حياتي الصحافية. الصعوبة في المسؤولية التي كانت ملقاة على عاتقي، والجميل أنني خضت تجربة جريئة ومشوقة في آن. طبيعة العمل كانت مرهقة، ومرّت عليّ أيام كنت أنام فيها في المكتب، بما أن الوقت لم يكن يسعفني لإنجاز العمل، وأصبحت في صراع معه، إذ كنت دقيقاً في تسليم العمل في وقته، خصوصاً أن داود عودنا على إنجاز العمل من دون تقبل أية اعذار، وكان يخرج أجمل ما فيك من دون أن تشعر. لقد صنع منا صحافيين حقيقيين، فهو مدرسة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أرهقنا وعملنا تحت ضغط كبير، ولكن خرجنا رجالاً» .
وأوضح أن الجرأة التي كان يقدمها أثناء عمله في برنامج «الثامنة» تعود إلى أن داود الشريان وصل به إلى سقف غير مسبوق في الصحافة السعودية. وأردف: «نحن في حاجة إلى شخصية تعطينا المجال لكي نُخرج ما بوسعنا إخراجه، وهذا ما تحقق في برنامج «الثامنة» الذي يصنف من أجرأ البرامج السعودية التي تتناول هموم المواطن، ورفعنا من خلاله سقف الحرية في الطرح».
ولفت إلى أن الخروج عبر شاشة قناة يشاهدها أكثر من ٦٠ مليون شخص في العالم العربي، يجعله يشعر بمسؤولية كبيرة، كونه يقدم وجبة إعلامية تمثل حصيلة عمل متواصل على مدار ٢٤ ساعة من دون توقف، فمن يشاهد غرفة الأخبار يكتشف أنها أشبه بخلية نحل لا تتوقف، فما إن ينتهي عمل مجموعة، حتى تأتي مجموعة أخرى وهكذا .
صحيفة الحياة السعودية الإلكترونية