اضطر طاقم العمل في مسرحية «بتشاهي» الاجتماعية الكوميدية إلى إجراء عدة تغييرات عليها منذ وصولهم من دولة الكويت، قبل انطلاقة عروضها على مسرح مهرجان الدوخلة في محافظة القطيف، لتتواءم مع الأنظمة والأعراف المحلية .
ولجأ طاقم العمل إلى استبدال عدة شخصيات نسائية في المسرحية، أبرزها شخصية «بائعة الذهب»، إلى جانب تغيير طابع المسرحية من كونها مسرحية غنائية إلى حوارية، كما أجبر المؤلف والمخرج على إجراء تعديلات في النصوص، وإعادة التجهيزات اللازمة بشكل سريع.
إقبال غير مسبوق
وشهدت مسرحية «بتشاهي» الاجتماعية الكوميدية إقبالاً غير مسبوق في أول يوم لانطلاقة عرضها ضمن فعاليات مهرجان «الدوخلة» مساء أمس الأول، وتحكي قصة المسرحية التي كتبها محمد العيسى، وأخرجها الفنان محمد الحملي، فيما يؤدي دور البطولة فيها الفنان داوود حسين، إلى جانب مخرج المسرحية، والفنان خالد البريكي، قصة مدينة تسمى «بتشاهي»، ينتشر فيها الفساد حيث تقوم عصابة بخطف ابن حاكم تلك البلدة، كما يسرقون منه أفضل جوهرة كان يرتديها، حتى يتعرف صديق ابنه على اللصوص ويتم تحرير الابن من يد الخاطفين.
مسرحية أطفال
وبيَّن الفنان داوود حسين، خلال مؤتمر صحفي سبق عرض المسرحية الأول، أن «بتشاهي» كانت مسرحية أطفال في الأساس، مشيراً إلى أنها مسرحية غنائية تم تحويلها إلى مسرحية حوارية، إضافة إلى أن العنصر النسائي كان يلعب دوراً أساسياً فيها، غير أنه تم تغيير ذلك ليتماشى مع العادات والتقاليد المحلية، وقال «أخبرني بطلا مسرحية «مرشح مشرشح» محمد العجيمي وأحمد أيراج، إن جمهور مهرجان الدوخلة هنا لا يقدر بثمن، وأنكم رائعون جداً، فرغبنا أن نصعد على خشبة مسرحكم لنقدم أفضل ما عندنا، عسى أن تنال المسرحية إعجابكم واستحسانكم».
تغيير الشخصيات
وعند سؤاله عن أثر التغييرات التي طرأت على المسرحية، قال الفنان حسين «عندما نتبنى خطة معينة و«كاركتر» معيناً ثم نقوم بنقلهما من مكان إلى آخر، فإن ذلك يؤثر على العرض إيجاباً أو سلباً، وذلك نتيجة لعدة عوامل، فما بالك بتغيير الشخصيات، إضافة إلى أن الأصوات في المسرحية كانت بنظام (بلاي باك) بينما الحوارات في هذا العرض مباشرة.. أتمنى أن تكون تلك التغييرات للأحسن»، مقدماً شكره للجمهور والقائمين على المسرحية، وقال «منذ وصولي إلى أرض المطار في هذه البلاد الطيبة وأنا أشعر بأني ما زلت في ديرتي ولم أخرج منها».
إعادة التجهيزات
من جهة ثانية، قال الفنان خالد البريكي إن عدة تغييرات طرأت على المسرحية أجبرت طاقم العمل على إعادة التجهيزات بشكل سريع، كما أجبرت المؤلف على إجراء تعديلات في النصوص، مشيراً إلى أن بائعة الذهب صارت «بائع ذهب»، كما تم تغيير طابع المسرحية من كونها مسرحية غنائية إلى حوارية، وقال «أتمنى مع كل ذلك أن نستطيع أن نرسم البسمة على وجوه الحاضرين، كما أرجو أن تكون هذه التغييرات للأفضل وأن نحقق النجاح».
رجال ونساء
من ناحية أخرى، قال مسؤول اللجنة المالية في مهرجان الدوخلة محمد اليوسف، إن نسبة الإقبال على مسرحية «بتشاهي» كانت متساوية بين الرجال والنساء، مشيراً إلى أن أغلب المقبلين على شراء التذاكر كانوا من العائلات، فيما بيّن أن المسرح ضم 1300 مقعد، خصصت 64 مقعداً منها لفئة (VIP)، بينما مقاعد الدرجة الأولى 180 مقعداً، الدرجة الثانية 576 مقعداً، الدرجة الثالثة 192 مقعداً، و288 مقعداً للدرجة الرابعة، جميعها كانت مناصفة بين الرجال والنساء.
خمس فئات
وعن أسعار التذاكر، قال اليوسف إن سعر تذكرة مقعد (VIP) هو 250 ريالاً، و200 ريال لمقعد في الدرجة الأولى، 150 ريالاً للدرجة الثانية، 100 ريال للدرجة الثالثة، و75 ريالاً للمقعد في الرابعة، لافتاً إلى أن جميع العروض للمسرحية تبدأ يومياً في الساعة التاسعة والنصف مساءً.
آراء متباينة
بدورها، رصدت «الشرق» آراء الجمهور بعد حضور عرض المسرحية الأول، الذي جاء متبايناً بين مَنْ اعتبر أن اختزال المسرحية وتغيير الشخصيات قد أثر عليها بشكل سلبي، وآخرين أشادوا بما وصفوه عبقرية الفنان داوود حسين وتميزه الذي كان له أثر إيجابي في قبول الجمهور المسرحية بشكلها الجديد، كما رأى بعض الحاضرين أن المسرحية تميل في طابعها العام إلى مخاطبة عقل الطفل، وهناك عديد ممن أبدوا ملاحظات على درجة ارتفاع الصوت وانقطاعه في بعض المشاهد بسبب مشكلات تقنية، وهناك مَنْ رأى أن ارتجال داوود حسين والبريكي والحملي وخروجهم عن النص كان جميلاً وأحدث تفاعلاً من الجمهور، بينما أبدى الغالبية تذمرهم من أسعار التذاكر التي وصفوها بالمبالغ فيها .
صحيفة الشرق السعودية الإلكترونية