هل يستحق اي مسلسل تلفزيوني محلي مهما كانت فكرته وضخامته ان ترصد له موازنة مادية بحدود مليوني دولار اي ما يعادل 600 ألف دينار? سؤال يحتاج الى اجابة شافية تفك رموز مجموعة من الالغاز الدرامية .
تلفزيون الكويت “المصون” او “الاسد النائم”, مثلما يحلو للبعض وصفه, اجتهد المسؤولون عنه خلال الفترة الماضية لانجاز دورة اعمال شهر رمضان الفائت عبر تسهيل امور المنتج المنفذ في سبيل تقديم اعمال تلفزيونية مميزة تعيد له بريقه الذي خفت منذ سنوات, الى هنا والامر عادي, لكن وبما ان تلفزيون الكويت مؤسسة حكومية لها موازنة وتعمل تحت مراقبة ديوان المحاسبة, فقد اثارت الارقام الضخمة التي اعلن عنها بتكليف المنتج المنفذ ردود افعال متباينة وان البعض يرى ان ما تم الكشف عنه من موازنات نالها بعض المنتجين يجب التوقف عندها ملياً خصوصاً المنتجين الجدد, وبالتالي كانت هناك مراقبة ورصد من قبل البعض لما عرضه تلفزيون الكويت في شهر رمضان, وهل وفق في اعمال مميزة مقابل الارقام الفلكية ام تجب محاسبة بعض المنتجين الذين حصلوا على اموال طائلة وقدموا مسلسلاً يفتقر ابسط مقومات العمل الناجح.
لنبدأ من اعمال المنتج المنفذ التي عرضت في رمضان الماضي ومنها “عطر الجنة”, “حابل بنابل” والملافع وهذا الاخير قصته قصة, لأن بعض المعلومات المسربة تؤكد انه تجاوز السقف المتعارف عليه, فهل قدم هذا العمل ما يستحق ان نرفع له القبعة, ام انه كان عملا عاديا لا يجب مكافأته الى الدرجة التي تجاوزت فيه الكلفة 400 ألف دينار? حيث كان غالبية النجوم الذي ظهروا في حلقاته من ضيوف شرف العمل, ولا نختلف بأن القائمين عليه بذلوا جهدا كبيرا في الديكور, ويرى البعض ان موازنته يجب ألا تزيد عن 250 ألف دينار, في المقابل نجد مسلسل “عطر الجنة” يزخر بالنجوم من الصفين الاول والثاني, مع حشد من الوجوه الجديدة وكان عملا رائعا لكن هل يستحق ما تم صرفه للمنتج المنفذ ووصل نحو 400 ألف دينار? أكيد رقم خيالي على المسلسل حتى لو كان ناجحاً.
هذا الكلام نقوله بعد غربلة لجنة المنتج المنفذ واختيار مجموعة جيدة من العاملين في قطاع الاعلام, حيث تنتظرهم الآن مسؤولية جسيمة في تقنين لوائح وشروط المنتج المنفذ والتفكير ملياً في رصد الكلفة المادية لأي عمل, كما يجب تعديل او تبديل بعض اللوائح الخاصة بالمنتج المنفذ ومنها التركيز على الكوادر المحلية من الفنانين واشتراط اعطاء الفرص لأكثر من وجه جديد للمهام المستقبلية, وكذلك عدم تجديد التعاون مع اي منتج غير ملتزم “القول مو مثل الفعل” كذلك يجب التأكيد على ان تقوم الادارة المعنية بمنح تكليف المنتج المنفذ باختيار العمل الذي تبدو ملامحه واضحة ومبشرة في النجاح وان يتخلل مراحل التصوير مراقبة فعلية لآلية التنفيذ وليست زيارة يقوم فيها المراقب بـ”شرب الشاي” والتصوير مع فريق العمل من اجل الصحافة وحتى يقول “انا موجود”, كما يجب على القائمين عن المنتج المنفذ العمل بجدية لمجابهة الصورة السلبية المأخوذة عن البعض “ضبطني وأضبطك” و”من صادها عشى عياله” .
بقلم : فالح العنزي | صحيفة السياسة الكويتية الإلكترونية