حمَّل عملاق الكوميديا الفنان عبدالحسين عبدالرضا الحكومة ووزارة الاعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مسؤولية تراجع الحركتين الفنية والمسرحية في الكويت وايضا هجرة الفنانين الكويتيين الى الخارج لتنفيذ اعمالهم لصالح محطات تلفزيونية خليجية , وتخلى “بوعدنان” في حواره مع مقدمي برنامج “تو الليل” الدكتور طارق الرجيب والمذيعة دلال أبل عن المجاملة وبدا صريحا جدا يسمي الأشياء بأسمائها طالبا من المذيعين كبح جماحه بفواصل اعلانية حتى “لا يفتلت”. وعبر عبدالرضا عن استيائه العام من الأوضاع السياسية ومن يقف وراءها مطالبا بتطبيق القانون على الجميع قائلا: “نريد عبدالفتاح في كل شارع وكل منطقة”.
شراكة فنون
وتأتي استضافة عبدالرضا بمناسبة الشراكة التي تمت بينه وبين ادارة تلفزيون “الوطن” على خلفية انتقال ملكية قناة فنون الى ملاك تلفزيون “الوطن”, وقال بوعدنان: بداية ان فكرة تأسيس قناة خاصة في الكوميديا كان هدفنا الذي سعينا من أجله قبل عشر سنوات وعملنا على وضع الخطط التي من شأنها ان تحول هذا الحلم الى واقع , وفعلا تم بحمد الله اطلاق قناة “فنون” لتكون قناة الكوميديا الأولى في الخليج, ومن اجل استمرارية هذا النوع من القنوات المتخصصة لابد من توافر الدعم المادي سواء الحكومي او الخاص وهو ما عانت منه القناة في الفترة الأخيرة الى جانب التشتت الذي كان مسيطرا عليها من قبل الشركاء السابقين وانشغالهم في مشاريع اخرى ودمج القنوات مع بعضها البعض, القناة كانت بحاجة الى من يفهم لها في الوقت الذي ابتعدت فيه عنها, الإخوان في تلفزيون الوطن ممثلة بالشيخ خليفة العلي ورئيس مجلس الادارة يوسف الجاسم تقدموا بطلب الشراكة ووفروا لها كافة الامكانات.
رؤية مستقبلية
وأوضح بوعدنان عن تفاؤله للمرحلة المقبلة وانها تبشر بالخير خاصة بعد الاتفاق على ادراج مجموعة كبيرة من الأعمال التلفزيونية والبرامج الجديدة من اجل المحافظة على جمهورها الخليجي ولاسيما الجمهور السعودي تحديدا وهو القاعدة الجماهيرية التي ترتكز عليها “فنون” منذ انطلاقتها.
أبو الملايين
أما عن عمله الجديد “ابو الملايين” فأكد عبدالرضا بأنه متفائل بتقديم عمل جيد للمشاهد العربي يحمل مجموعة من الرسائل القيمة والكوميديا الراقية, واصفا الفنان ناصر القصبي الذي يشاركه البطولة بالفنان الحقيقي والصادق والملتزم الذي أضاف الى العمل بدرجة كبيرة, مشيرا الى ان مؤلف المسلسل الصحافي السعودي عبدالله الحربي كان متعاونا معهما ويتقبل الاضافات على النص الرئيس برحابة صدر لأنها تصب في الصالح العام للعمل.مشيرا الى ان فكرة المسلسل تدور حول شقيقين من ابوين كويتي وسعودي تجمعهما الظروف وتفرقهما المصالح بأسلوب كوميدي خفيف.
هجرة الكبار
وبسؤاله عن سبب هجرة الفنانين الكويتيين لتنفيذ اعمالهم في الخارج رد بوعدنان بقوله:”إحنا عيال تلفزيون الكويت والمكانة والشهرة التي حققناهما كانتا بفضله ومن ليس له اي ولاء لتلفزيون الكويت فلا ولاء للكويت عنده,لكن للأسف بعد ان منحنا كل شيء أهملنا بدرجة أكبر وغاب الاهتمام بالفن والفنانين,للأسف وزارة الاعلام التي لم نعد نعرف من يتولى حقيبتها نتمنى ان يعطى فيها الشيخ سلمان الحمود فرصة كافية من اجل التقييم ومن ثم للتطوير والتجديد, للأسف أين دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب “اللي اسمه أكبر منه, والله قهر?! 50 عاماً وللحين ما عندنا مسرح”.وكذلك صرح اكاديمي مثل المعهد العالي للفنون المسرحية يفتقد الى مسرح,ومسرحا التحرير والشامية مهددان بالإزالة وهما في الأساس كانا مخصصين كصالات للمناسبات والأفراح تم تحويلهما الى مسارح بقرار من الراحل حمد الرجيب.
وأضاف:”حرمونا من الستديوهات وحولوها الى برامج حوارية لشخصين يستطيعان ان يقدما في ” الممر”, نحن من أسس الحركة الفنية في الخليج اليوم “صرنا تلش”, وللاسف أصبح المنتج المنفذ يدخل مناقصة وكأنه يريد أن يبني مشروعا, وطالب بوعدنان بمنح المؤسسات الانتاجية أراض من اجل إنشاء ستديوهات خاصة مشروطة بمدة زمنية ,ومضى يقول: عندما تعاونت مع “mbc” تعاملوا معي ” يادهينة لا تنكتين” وكل الطلبات متوافرة من دون مناقشة. “الواحد في الديرة احتار من ينادي المجلس أم الحكومة”.
واستدرك: الحكومة لا تريد أن تعمل او تفَّعل مجالنا لأنها لو سعت في أي مشروع وظهر لها بعض المعترضين من أصحاب اللحى نسفت الموضوع وصرفت الفكرة عنه.
السياسة وإدمان الاكتئاب
وفي تعليقه على الأوضاع السياسية التي تشهدها الكويت, عبر الفنان عبدالحسين عبدالرضا عن استيائه من الوضع العام واتهم البعض من دون أن يسميهم بأنهم برمجوا الناس على السياسة الى درجة أن الناس أدمنت الكدر والاكتئاب واصبحت الأجواء “مكهربة”, مشيدا بجهود الوكيل المساعد لشؤون المرور اللواء عبدالفتاح العلي وقال عندما يطبق القانون الجميع يلتزم وتساءل:”شنو يمنع يصير في كل شارع عبدالفتاح”.
رقابة غير ناضجة
وانتقد بوعدنان لجان الرقابة التابعة لوزارة الإعلام وأن القائمين عليها يفتقدون الخبرة وانهم لايزالون في سن لا تخولهم تقييم النصوص والأعمال التي تقدم اليهم الى درجة ان الكاتب يستطيع أن يمرر عليهم ما يريده من كلمات في حين هم قد يعطلون نصا ما لمجرد ان “الكلمة” لم تعجب أحدهم.وقال: “على الرغم من أن رقابتنا كانت ذاتية فالخبرات هي التي كانت تتولى لجان الرقابة,وطالب بالاستعانة بشخصيات أدبية بمكافآت معقولة ومحترمة وعدم إهانتهم بمبالغ زهيدة لا تتجاوز 20-30 ديناراً فقط .
صحيفة السياسة الكويتية الإلكترونية