للإعلان طرقه ووسائله وأيضاً بدعه، خصوصاً حين يتعلق الأمر بتنافس حاد، معروف الموعد، ومحدد سلفاً، ويستعد له الجميع بأغلى ما عندهم، خصوصاً العنصر المادي. فمنذ أسبوعين ونحن كمشاهدين ندخل في حالة «التسخين» الإعلاني الإعلامي من أجل رمضان المقبل، شهر المنافسة الأعظم على الشاشات العربية، الى درجة أصبح من الصعب تصديق أي أخبار تكتب في الجرائد عن تعثر الإنتاج الدرامي في مصر، أو توقفه في سورية أو تقلص الإنتاج ومشاكله الزائدة لدى الشركات والمنتجين الأصليين والمنتجين المشاركين.
يبدو الأمر الآن وكأن هناك نظاماً درامياً موازياً «مختفياً» يصعد إلى الساحة، ويقدم نفسه إلينا عبر «البروموهات» التي أصبحت تنتشر من قناة إلى أخرى في القنوات المصرية الخاصة (المشغولة جداً بالبرامج السياسية) وهي مظاهرة دعائية تقودها منذ سنوات قناة «الحياة» التي أصبحت شبكة الآن لها أربع قنوات وخامسة في الطريق.
قناة «الحياة» ابتدعت أسلوب «حجز المشاهد» لشاشتها الرمضانية قبل رمضان بوقت طويل، إذ تبدأ في تقديم مشاهد ومقاطع منتقاة جيداً من الأعمال التي تعاقدت عليها، والتي عادة ما يكون بعضها مثيراً للجدل الاجتماعي قبل الجدل الفني، وهو ما نراه الآن، ومنذ بداية نيسان (أبريل) الماضي! فمن مشاهد لمسلسل «الزوجة الثانية» الذي يستعيد رائعة صلاح أبو سيف السينمائية، تتوقف القناة عند مشاهد بعينها خصوصاً ذلك المشهد الذي يصور تهيئة الفلاحة الجميلة (التي قامت بدورها سعاد حسني في الفيلم) للزواج من العمدة وحوار صاخب يتخلله رقص وغناء شعبي ريفي من مجموعة نساء من القرية تتجاوب معهن فلاحة المسلسل (تقوم بالدور آيتن عامر) وتقوم لترقص في زفة تناهض المشهد نفسه في الفيلم السينمائي.
وعلى رغم عشرات التصريحات حول المسلسل ومخرجه واستعادته لعمل محفور في ذاكره الناس فإن هذا أمر وتهيئة المشاهد لمشاهدة جديدة، أمر ثان في عرف خبراء الإعلان عن المسلسلات، والذين ما أن تبدأ قناة «الحياة» عروضها الإعلانية حتى يدخلون في صراع حامٍ لإنهاء صفقات الشراء للحاق بموسم «تسخين المشاهد» قبل أن تقتنصه قناة «الحياة» كاملاً. ومن هنا بدأت قنوات «دريم» و»سي بي سي» و»النهار» حملاتها الإعلانية الرمضانية أخيراً، ليجد المشاهد نفسه أمام عدد من الأعمال الجديدة قد يفوق قدرته على المشاهدة بعد شهر من الآن، خصوصاً والأوضاع لا تتحسن بل تشي بصدام موعده 30 حزيران (يونيو) الجاري.
مع ذلك كله لا تزال قناة «الحياة» تقود الحملة، أو تحاول هذا، من أجل جذب المشاهد وحشده لموسم درامي جديد، مؤملة النجاح الذي تحقق ما دفعها لمكافأة نفسها بابتكار اسم معبر وإطلاقه – ضمن الحملة – هو بيت الدراما الرمضانية .
بقلم : ماجدة موريس | صحيفة الحياة السعودية الإلكترونية