في خضم الانتشار السرطاني للمحطات الفضائية والزيادة الملحوظة في عددها فان الأمر يحتاج الى تدخل جراحي سريع يزيل تشوهات بعضها ويوجه مسيرتها قبل ان تتحول الى دكاكين تعرض البضاعة الرديئة وتقدم ما هب ودب من برامج غير مدروسة تؤدي احيانا الى اغتيال الشخصية دون وجه حق ..
قد يقول احدهم انها فضائيات مملوكة للقطاع الخاص ولا دخل للحكومة بها وهو قول يحمل في داخله تناقضا واضحا.
فالسلطة التنفيذية ومن خلال اذرعها المختلفة معنية بمتابعة ومراقبة ومساءلة كل ما من شأنه ان يلحق الضرر المادي والمعنوي بأي مرفق من مرافق الدولة فكيف اذا كان الامر يتعلق بالسلوك العام والمزاج العام لشعب بأكمله ..
يلاحظ تعمّد بعض الفضائيات الى تعيين أشخاص ليس لهم علاقة بالإعلام لتقديم برامج تمس حياة الناس واتجاهاتهم وتوجهاتهم رغم أنهم أحوج ما يكونون الى التوجيه لافتقارهم الى المهنية .
ان شيوع ثقافة التهريج واستغلال الفضائيات لدوافع شخصية بعيدا عن المحاسبة يجعل من هذه الفضائيات منابر للاستقواء وفرض الوجود ..
كما ان انتهاج اسلوب المهاترات ورفع الصوت واستخدام الالفاظ النابية على مسمع ومرأى المشاهدين يفقد البرنامج والفضائية على حد سواء كثيرا من احترام الجمهور وربما يخلق الحزازات.. ويبعث الموتى من قبورهم.
نريد فضائيات تحترم عقلية المشاهد وتحاكي ذهنيته .. هدفها البناء لا الهدم و تحرص على تأهيل كوادرها وتدريبهم وتخضع برامجها للمراقبة والمناقشة من قبل لجنة متخصصة قبل بثها على الهواء ..
فالوطن يمر بظروف صعبة ويقع على عاتق وسائل الاعلام الدور الاكبر لتكون أحد أهم عناصر التغيير ولكن نحو الافضل .
ان المهاترات والتهريج يزيد من ارتفاع منسوب العنف في المجتمع وهو ما نلمسه ونعيشه على ارض الواقع و ليس بحاجة الى اقامة الدليل عليه …
بقلم : محمود قطيشات | صحيفة الدستور الأردنية الإلكترونية