لم أكن اتصور انني عندما اكتب عن الفضائيات العربية انني سوف ادخل بتفاصيل أغلى “حزمة” للبقدونس و”الجمعية المصرية لمربي الجواميس”، موضوع طريف اليوم سأتناوله بمقالي، لم اكن اتصور ان دعم فضائية عربية سيكون عن طريق بيع البقدونس، اليوم سوف اتطرق للموضوع من جهة سوق الخضار ومن جهة مستقبل الفضائيات العربية، الكل تابع ساعات اغلى بيع للبقدونس في تونس الخميس الماضي، ساعات قليلة جمعت نصف مليون ريال تقريبا، الرمزية التي استخدمها اصحاب قناة “الحوار” التونسية تدعو للتأمل، فالذكاء في استخدام استهتار وسخرية انصار حركة النهضة الحاكمة ضد القناة ودعوتهم لبيع البقدونس افضل من بث القناة التلفزيوني، نجحت بالفعل، ولكن هل ستكفي قيمة البقدونس لاستمرار القناة المعارضة للحزب الحاكم، ام ان الامر لن يتعدى كل شهر مزاد لبيع القدونس وتمويل القناة وهكذا..!!
كم قناة فضائية عربية تحتاج لبيع البقدونس لكي تستمر، الامر الاكثر طرافة ونحن ننتقل من سوق الخضار الى سوق الماشية، سيجعلنا امام طرائف عربية نادرة، فنحن امام القضايا التي رفعها العاملون بقناة نور الدنيا الفضائية ضد مالك القناة والتهمة الطريفة أنه بصفته “رئيس الجمعية المصرية لمربيّ الجاموس” استغل هذا الامر وهو عراقي الجنسية بحصوله على تمويلات وقروض بنكية لصالح القناة، ولم يتوقف عن ذلك بل اعتبره العاملون بالقناة انه نصب عليهم ورفض اعطائهم مستحقاتهم المادية..!!
تخيلوا ان تصبح حزم البقدونس والجواميس من اهم تمويلات القنوات العربية، أي مستقبل ينتظر هذه الفضائيات، والأمر كذلك لا يذهب بعيدا في بعض فضائيات الشعر لدينا والتي اصبح تمويلها الاساسي والمهم ليس في خدمة الشعر والابداع، وانما بساعات البث الطويلة لمزايين الأبل وملاكها يسابقونها، فالمشهد طريف والتمويل اطرف في هذه المشاهدة اطرف، وهذا واقع محزن، كحزننا في بعض الفضائيات العربية التجارية والتي تعلن مشعوذين واجهزة للرشاقة فيها اثارة نوعا ما بطريقة عرضها والخلفية الصوتية للقناة للاسف الشديد القرآن الكريم.
وما دام اجواؤنا غارقة بالبقدونس والجواميس والابل في سماء الفضاء العربي، من اطرف التصريحات واغربها هو تصريح لإحدى العاملات في قناة المنقبات “ماريا” الفضائية في تعليقها على مدى تقبل المشاهدين لمتابعة سيدات منقبات يظهرن كمجسمات مختلفة اوزانها ولا تظهر منهن الا جزئية بسيطة من عيون المذيعات والضيفات، فالتصريح يقول: ” إن التواصل الانساني يتم عبر العيون، فليس مهما شكل المرأة خلف النقاب ، ولكن المهم هو الروح التي تنقل المعاني والاحاسيس “انتهى التصريح وان كنت استغرب ان لايكون هذا الجهد والاحاسيس عبر المذياع وليس التلفزيون، ولكن كما ذكرت استغرب ان لا تكون في نظر هذه العاملة اي اهمية للعيون، فهي هنا قتلت اهم بيت شعري للشاعر بشار بن برد عندما تغزل بالعيون التي بطرفها حور، وهي ايضا استهترت بكل معاني رائعة البدر التي تغنى بها محمد عبده “عيونك لا توريها”، وانا هنا اقترح على قناة المنقبات ان يشمل الامر العيون خصوصا اذا استمعوا لرائعة عيونك:
*عيونك لاتوريها … لغيري لاتوريها
عيونك لي ولو اقدر..عيونك عنك اداريها
انا لو بعت نظراتك ..ابيع العمر واشريها
بقلم محمد الرشيدي | صحيفة الرياض السعودية الإلكترونية