مفهوم التوجيه السامي الكريم بضرورة وجود متحدث رسمي لكل وزارة أو جهة حكومية يجعلنا ننتظر من المتحدث الرسمي أن يكون شفافاً وملماً بكافة جوانب الموضوعات التي تطرح عليه وخصوصاً عندما يكون المتحدث ضيفاً على برامج بث مباشر يشترط أن تكون الإجابات حاضرة في ذهنه.
في ظل وجود إعلام قوي تظل مهمة المتحدث الرسمي في منتهي الصعوبة ولا تتطلب وجود شخص يجيد صياغة الخطب الرسمية وإنما شخص يجيب على الاستفسارات بكل دقة ومصداقية، ولأن بعض الجهات الحكومية لا يرضيها أن تكال لها التهم بالقصور، فإنها تطلب من المتحدث الرسمي باسمها أن يكون بمهارة المحامي الذي يدافع عنها حتى ولو كان قصورها واضحاً، وهذا الأمر يضر كثيرا بالجهة والمتحدث باسمها لأن المواطن ومطالبه وحقوقه ليست في موقع الخصم مع الجهة الرسمية لأنها في المقام الأول والأخير ممثل للمواطن الذي من حقه أن يسألها ويحاسبها لأنها وجدت له لا ضده ومن واجبها الرد عليه بكل شفافية.
إن من أبسط الأمور التي يجب أن يعييها المتحدث الرسمي أن مشاركاته الهاتفية في البرامج التلفزيونية تضعف من دوره ولكن وجوده على طاولة المحاور والضيف الذي يوجه النقد للجهة التي يتحدث باسمها مدعماً بإحصائيات وأرقام يجعله أقرب إلى المصداقية، والبعض منهم للأسف يضع الضيف الذي ينتقده في موقف الخصم فتكون ردوده عليه في بعض الأحيان مفتقدة للتهذيب، ولهذا من المهم أن يتم تأهيل من يسند لهم مهمة المتحدث الرسمي بمؤهلات تجعلهم صوتاً صادقاً في النقل، ومن المهم أن يكون هنالك ميثاق شرف لهذه الوظيفة بحيث يُغلّب المتحدث الرسمي لغة الأرقام والتواريخ على الصبغة الإنشائية التي لا تفيد.
يظل المتحدث الرسمي مطلب مهم في ظل وجود إعلام قوي ومتنوع ولكن ليس المطلوب منه أن يكون ملمعاً للجهة التي يمثلها بل أن يكون مصدراً دقيقاً للمعلومة الحقيقية .
ماضي الماضي | صحيفة الرياض السعودية الإلكترونية