خلدون السعيدان
مازال الفنان عبدالله السدحان يصر على حبس نفسه داخل إطار”طاش ما طاش” معتقداً بأن مجرد الاسم سيعيد له التوهج بعد تجربته المتواضعة العام الماضي مع تلفزيون دبي. وعلى ما يبدو أنه لم يدرك أن الزمن لا يمكن أن يتوقف عند نجاحات “طاش” وأن الفنان الحقيقي قادر على التحليق في فضاءات متميزة جديدة وعبر العديد من الأدوار المختلفة، وقرار عودته إلى طاش مرة أخرى بأي شكل لن يكون قراراً صائباً وذلك لأن طاش نجح بنجوميته هو مع القصبي رغم عدم وجود نصوص “استثنائية” ولا حتى مخرجين مخضرمين إنما وجوده والقصبي صنع كل هذه النجاحات ولا أعتقد أن العمل سينجح ويلقى نفس الصدى والمتابعة لدى المشاهد في حال غياب نجمه الآخر القصبي.
ولعل في أعمال حسين عبدالرضا وسعد الفرج ودريد لحام وياسر العظمة أكبر دليل على أن العمل الجماعي والنجومية المشتركة هي التي تصنع عملاً مميزاً وقوياً وعندما تفرّد النجوم بالبطولة كما حدث مع الثنائيات الذهبية أصبحت أعمالهم الجديدة كأي عمل آخر لا يحمل بصمة مختلفة.
يجب أن يعرف السدحان بأن استمرار طاش حتى بعودة ناصر لن يكون بنفس التوهج السابق لأن الزمن تغير ولم تعد القضايا التي طرحها العمل في مواسمه الأخيرة مثيرة، في ظل وجود البرامج الحوارية الجريئة بالفضائيات والتلفزيونات العربية والتي أصبحت تناقش كل القضايا المسموحة وغير المسموحة بشفافية وبتجرد وبالتالي لم يعد طاش بذلك العمل المثير.
حتى تصريحات السدحان الهجومية الأخيرة ضد رفيق دربه القصبي لم تعد مثيرة ولن تجدي نفعاً لدى المتلقى لأنه أصبح يستهجن مثل تلك التصريحات ولا يقبلها ويضعها في خانة سلبية غير مقبولة.
ورطة طاش أنه نجح في وقت كان المتلقي ينتظر مثل هذه النوعية من الأعمال، كان نقلة نوعية، ونجاحه الكبير جعله نموذجاً مكرراً في غالبية الأعمال التي جاءت بعده، حتى أصبحت الأعمال السعودية كلها والتاريخ الدرامي والكوميدي السعودي مرتبط بنجاحات “طاش” فقط، وقد أدى تضخم النموذج الطاشي واستنساخه في بقية الأعمال، إلى تشبع المشاهد من هذا النوع الدرامي وبحثه عن الجديد المختلف. لذا نقول إن “طاش” استنزف كل إمكانياته ولن يستمر في نجاحاته إلى الأبد.. لابد من التغيير والبحث عن الجديد .
صحيفة الرياض السعودية الإلكترونية