أثار توقف البرنامج التلفزيوني «منارات» الذي كان يبث على القناة «الإخبارية» السعودية موجة من الغضب في أوساط المعوقين وأسرهم، اضافة إلى عدد من المهتمين والمتخصصين في قضايا الإعاقة، واعتبروه تهميشاً إعلامياً لهذه الفئة، يعكس تجاهلاً لطرح قضاياهم .
ويؤكد عضو اللجنة التنفيذية في جمعية الإعاقة الحركية عبدالرحمن الرشيد، أن إيقاف البرنامج الوحيد المتخصص بهذه الفئة يعني تهميشها إعلامياً، لاسيما أن 14 في المئة من المجتمع السعودي من ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيراً إلى أن البرنامج كان مرجعاً توعوياً.
ويضيف لـ «الحياة»: «البرنامج ساعد في تثقيف المعوقين وأسرهم من الناحية الطبية والاجتماعية والقانونية، كما ساهم في كسر الصورة النمطية عن المعوقين عبر استضافة نماذج تحدّت الإعاقة».
ويصف الأمين العام للجنة الفرسان للإعاقة بالغرفة التجارية في أبها يحيى السميري، قرار إيقاف البرنامج بـ «المُحبط»، ويضيف: «في الوقت الذي كنا نأمل فيه بأن تتجه هيئة الإذاعة والتلفزيون لإطلاق قناة خاصة تُعنى بذوي الإعاقة، أو على الأقل تزيد عدد البرامج المتخصصة، نجدها توقف البرنامج الوحيد المتخصص بشؤونهم، الأمر الذي آلمنا كثيراً».
وعن المساحة المتاحة لذوي الإعاقة في الإعلام المرئي والمسموع، يوضح السميري أنه لا يوجد برامج متخصصة في قضايا الإعاقة سوى برنامج تلفزيوني واحد هو «منارات» إضافة إلى برنامج إذاعي هو «قوة الإرادة»، مطالباً التلفزيون السعودي بعودة البرنامج، وأن يُعامل كبرنامج رئيس لا يخضع للإيقاف مع اختلاف الدورات البرامجية.
واتصلت «الحياة» بنائب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون والمتحدث باسمها المهندس صالح المغيليث لتوضيح أسباب إيقاف البرنامج الذي يُبث منذ أعوام، ويقدمه أحد المعوقين حركياً يحيى الزهراني، إلا إن هاتفه كان مغلقاً.
ويؤكد عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان والمشرف على وحدة حقوق ذوي الإعاقة في الهيئة الدكتور أحمد السيف، أن إيقاف البرنامج يعدّ مخالفة صريحة للفقرة السابعة من المادة الثانية من نظام رعاية المعوقين الصادر بموجب المرسوم الملكي رقم م/37 الصادر عام 1421هـ التي تلزم وسائل الإعلام بتخصيص برامج موجهة للمعوقين.
ويقول السيف لـ «الحياة»: «من الناحية القانونية يعد إيقاف البرنامج مخالفة صريحة للنظام، كما أنه يخالف الاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة التي صادقت عليها المملكة، ونصت في مادتها الثامنة على إذكاء الوعي، وألزمت الدول الأطراف الموقّعة عليها بعمل التدابير والإجراءات اللازمة لإذكاء الوعي المجتمعي بشأن الأشخاص ذوي الإعاقة واحترام حقوقهم وكرامتهم».
ودعا إلى إنتاج المزيد من البرامج التوعوية والتثقيفية الموجهة للأشخاص ذوي الإعاقة خصوصاً والمجتمع عموماً، منوّهاً باستعداد هيئة حقوق الإنسان للتعاون مع الوزارة والهيئة في تخطيط هذه البرامج ومساندتها.
يذكر أن نظام رعاية المعوقين في المملكة يشمل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بالتوعية في المجالات الآتية: التعريف بالإعاقة وأنواعها وأسبابها وكيفية اكتشافها والوقاية منها، وتعزيز مكان المعوقين في المجتمع، والتعريف بحقوقهم وحاجاتهم وقدراتهم وإسهاماتهم، وبالخدمات المتاحة لهم، وتوعيتهم بواجباتهم تجاه أنفسهم، وبإسهاماتهم في المجتمع، وتخصيص برامج موجهة للمعوقين تكفل لهم التعايش مع المجتمع، وحث الأفراد والمؤسسات على تقديم الدعم المادي والمعنوي للمعوقين، وتشجيع العمل التطوعي لخدمتهم .
صحيفة الحياة السعودية الإلكترونية