أنهى الفنان الإماراتي جابر نغموش، في العاصمة التايلاندية، بانكوك تصوير آخر مشاهد الجزء الرابع من مسلسل «طماشة»، الذي تعرضه بشكل حصري قناة دبي الفضائية خلال شهر رمضان المقبل.
وحسب مدير إدارة شركة «ظبيان للإنتاج الفني» الفنان سلطان النيادي، فإن السفارة الإماراتية في تايلاند قد قامت بجهود كبيرة من أجل تسهيل مهمة أسرة «طماشة» التي تنقلت في العديد من المواقع المتباعدة وفق الرؤية الإخراجية للمخرج عارف الطويل.
كواليس التصوير في بانكوك نقلها بدقة النيادي الذي أشار إلى أن ترشيح بانكوك تحديداً لتلك المشاهد جاء بناء على كونها واحدة من أهم الوجهات العلاجية للإماراتيين، لا سيما أن الحلقتين اللتين تم تصوير معظم مشاهدهما هناك، يدور محتواهما الدرامي حول السفر للعلاج في الخارج.
نغموش وبخفة ظله المعتادة، وتعليقاته الذكية في الكواليس، كانت الابتسامة التايلاندية واحدة من ملاحظاته الأولية التي أبداها لرفيق دربه النيادي، مستغرباً «كيف يغضب التايلانديون، ومتى يستطيعون التخلص من تلك الابتسامة المرسومة دائماً على شفاههم، بالتأكيد هم ليسوا بحاجة لدراما مرتبطة بكوميديا الموقف».
وأعرب النيادي عن تقديره للوعي الثقافي والحضاري الذي يتمتع به طاقم السفارة الإماراتية في تايلاند، وفي مقدمتهم السفير محمد الشامسي الذي أبدى وعياً وتقديراً للدور المهم الذي يمكن أن تلعبه الدراما الإماراتيــة، ســواء في الداخل أو الخارج، مضيفاً «تعاملي مع الإماراتيين خارج الوطن وسعيهم لتسهيل مهامنا، جعلني أشعر بأن الدراما الإماراتية بالفعل هي بمثابة سفير آخر ناجح يؤكد النهضة الحضارية التي تعيشها الدولة في شتــى المجـالات».
التصوير خارج حدود الوطن ليس ترفاً إنتاجياً من وجهة نظر النيادي، الذي أكد أن الفيصل في ذلك يبقى مرهوناً بالمحتوى الدرامي ومدى حاجته إلى ذلك، مضيفاً «الأصل في اللعبة الدرامية ان أسعى بشتى الطرق من اجل إقناع المشاهد بصدقية ما يطالعه على الشاشة، لا سيما عندما أتطرق إلى قضية تمس قطاعاً عريضاً من شرائح المجتمع، مثل العلاج في الخارج، بل إن الحرفية تقتضي هنا أن لا تقدم الجهة المنفذة للعمل تنازلات من أجل تقديم حلول اقتصادية على حساب جودة العمل الفني، وصدقيته».
وأضاف النيادي «كان من الممكن أن يتم تصوير مشاهد تتعلق بحلقتين حول قضية العلاج بالخارج وما يرتبط بها من ملابسات وتفاصيل وأحداث في الداخل، حتى لو افترضنا أن الأمر مرتبط برحلة علاجية موقعها أحد المستشفيات، وشقة سكنية يقيم فيها أحد المرافقين، لأنك لا يمكن أن تقنع المشاهد بالنتيجة إلا في حال أدت المقدمات الدرامية الصحيحة، وليست الملتوية إليها، وخلاف ذلك سيكون الأمر أشبه بالسعي إلى مواقف درامية لا مكان لها سوى مخيلة الكاتب ورؤية المخرج، وليس منطقية الحدث والفعل الدراميين».
العبء المادي للإنتاج ومدى مناسبته للقيمة المادية المتعاقد عليها مع جهة الإنتاج مؤسسة دبي للإعلام والأرقام المتعلقة بذلك تبقى من الأحاديث التي لا يفضل المنتجون المنفذون التطرق لها، سواء بتوجيه من شركائهم ، أو من أجل قطع الطريق على المتنافسين للوصول إلى أسرار خاصة بشركة الإنتاج، الأمر الذي تفهمته «الإمارات اليوم» في إحجام النيادي عن ذكر أرقام في هذا الصدد، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه «ليس على استعداد لتقبل مشروع درامي من الممكن أن يبخس حقوق المشاهد، أو حقوق طاقم الممثلين والطاقم الفني». واعتبر النيادي أن المسؤولية الفنية تبقى صراحة لدى شركة الإنتاج، لا سيما حينما تكون إدارتها مرتبطة بأسماء موجودة على الساحة الفنية، وتحوز ثقة المشاهد، دون أن يكون الربح المادي هو المحرك الوحيد لها، مفصلاً «حقوق المشاهد ترتبط بالحد الأدنى من الجودة الفنية للعمل، والسعي لإنجاز مشروعات تنقل بالفعل أهم قضاياه وأولوياته، وحقوق الممثلين والأطقم الفنية هي أيضاً ليست في ضمان المقابل المادي المناسب لكل طرف، بل أيضاً حسن توظيف طاقاتهم، والتعامل مع المشروع الفني بعيداً عن بروتوكول المجاملات الذي أفسد الكثير من المشروعات الفنية المهمة».
صحيفة الإمارات اليوم الإماراتية الإلكترونية