هل مناقشة الهم السعودي حق متاح لكل القنوات؟ أم يفترض أن يكون حكراً على الإعلام السعودي فقط؟ وهل هو حق للإعلام الرسمي أم أنه أيضاً متاح للإعلام الخاص لمجرد انتماء ملاكه لهذا الوطن فقط ؟
هنا علينا أن نتساءل وبصدق هل هذا الكم من البرامج في الاعلام الخاص التي تناقش الهم السعودي هي برامج مدروسة بعناية وتبحث عن حلول أم أنها برامج تهدف الى الإثارة وجذب انتباه الرأي العام كسبا لزيادة عدد المشاهدين والمعلنين دون النظر إلى ما ستتركه من اثر سلبي أو ايجابي؟
لقد تطرقت في اكثر من مقال للأثر السلبي الذي تتركه هذه البرامج التي وفي كثير من الأحيان تكتفي بفتح الجرح فقط لصاحب الهم الذي يعرف همه أما بالنسبة للمشاهد العربي الذي لا يعنيه هذا الأمر ويشاهد هذه القنوات فلقد أصبح ينظر للكثير من القضايا بشيء من التعجب والاستغراب وهو في كثير من الاوقات حديث تلك المجتمعات التي وجد البعض فيه العزاء لمن لديهم مشاكل مماثلة والمباهاة لمن تجاوزوا هذا النوع من المشاكل واصبحت قضايانا من مقومات المقارنة في مجالات التقدم والازدهار بيننا وبين اشقائنا في دول مجلس التعاون حيث ان بعض هذه البرامج اظهرتنا وكأننا نقبع في المؤخرة في كثير من الامور وهذا الامر ليس صحيحا فهذه البرامج للأسف تطرح الهم السعودي بالكثير من التطرف وتعتمد على طرف المشكلة الذي يستفرد بما يقول في ظل غياب الطرف الآخر وهنا يتولى المحاور دور المحامي عنه ضد الطرف الغائب وبهذا تغيب الحقيقة التي يجب ان تكون بين طرفين ومحاور لا طرف ومحام وللاسف ان عدم اهتمام الجهات الرسمية بما يطرحه الاعلام سبب هذه الفجوة العميقة والغريب ان بعض البرامج لم تصل في طرحها الى ما وصل اليه تويتر على سبيل المثال الذي يمكن ان يطرح (هاشتاق) لقضية معينة فيدخل كل من لديه معلومة ليضيفها ونصل في كثير من الاحيان الى تصور عملي للقضية عبر مجموعة من التغريدات دون برامج ومحاورين واعلانات وإثارة.
الجديد الذي اود ان اطرحه في هذا المقال هو مقترح لوزارة الثقافة والاعلام تقوم بموجبه بعمل ميثاق للتناول الاعلامي للقضايا السعودية يحدد ما هي العناصر التي تكفل نجاح طرح اي قضية وواجبات كل طرف الوسيلة والجهات الرسمية ويتم بموجبه الزام الجهات الرسمية بالمشاركة فيما يطرحه الاعلام لإيضاح وجهة النظر بمصداقية وعقلانية لأن غيابهم يحول الكثير من قضايانا إلى فتح لملفات وإبرازها للرأي العام وكأن ما ورد بها حقائق مسلم بها فالمفترض أن أي قصور هو إما في الأداء أو في الأنظمة والهدف من الطرح الإعلامي للقضايا هو ايضاح هل القصور أداء فيقوّم أم نظام فيعدل أما أن يغيب من بيده تحسين الاداء او تغيير الانظمة فسيبقى الطرح الاعلامي أشبه بمجموعة من القطط التي تقفز في حاوية نفايات لتبعثرها على الرصيف باحثة عن أي شيء داخلها وبعدها تتركها لتذهب لحاوية أخرى لننظر إلى قضايانا بموضوعية وعقلانية نهدف منها إلى تقويم الاعوجاج لا نشر الغسيل .
بقلم : ماضي الماضي | صحيفة الرياض السعودية الإلكترونية