كم هائل من الأعمال الرمضانية، قنوات تتنافس ونجوم يتنافسون، والمعيار الحقيقي للنجاح يبقى مجهولاً نوعاً ما، بعد عشرين يوماً تقريباً سنشاهد أخبارا منوعة عن تفوق القناة «س» على «ص» أو العكس، بالاعتماد على شركات أبحاث قد تكون ذات صدقية محدودة .
في عالمنا العربي خصوصاً من الصعوبة أن تستطيع أي شركة أبحاث تحديد الرأي الحقيقي للمشاهدين في قناة معينة أو برنامج معين أو نجم معين، المعايير التقنية المهمة في هذا المجال غائبة نوعاً ما، تستطيع بالطبع مجموعة مثل ال OSN تحديد أكثر قناة مشاهدة من ضمن مجموعة قنواتها، وأكثر مسلسل أو برنامج يحظى بمتابعة؛ لأنها تعتمد على تقنية عالية في هذا المجال يحددها ريموت المشاهد وليس شركة الأبحاث (س أو ص) وكذلك الحال مع قنوات ال Bein sport حيث يمكنهم معرفة المعلق الأكثر شعبية من خلال اختيارات المشاهدين ايضا، وايضا توجد هذه التقنية لدى خدمة invision التي سنشاهد نتائجها بعد أن تكونت شركة قياس المشاهدة مؤخراً.
المسألة في تحديد النجاح او شعبية اي قناة ليس الاتصال بمنازل المشاهدين بطريقة عشوائية من بعض شركات الابحاث والقياس وفرض – أحيانا – اسماء برامج او قنوات معينة على المتصل به وأخذ رأيه، ومن الطريف ان هذا الامر مر عليّ.. وكان المتصل يسألني بطريقة تقليدية عن قنوات وبرامج هو شخصياً لم يسمع بها ولكنه وبحكم وظيفته يقرأ عليّ الورقة الطريفة التي أمامه، والنتيجة معروفة بطبيعة الحال.
بعضهم قد يقول إن وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون مقياساً جديداً وحقيقياً، فعدد المشاهدات على اليوتيوب او عدد التغريدات على تويتر قد تعني نجاح عن نجاح، قد يكون هذا الأمر مقنعا نوعا ما، ولكن في ظل المقاييس الحالية في طريقة تعاملنا مع وسائل التواصل الاجتماعي، سنجد أن الذي سيصبح الأكثر تداولاً الامور الخارجة عن المألوف، فلا يمكن ان تجد إنصافاً لكثير من تميز بعض المسلسلات والبرامج من خلال مقاييس شبكات التواصل الاجتماعي وحدها، والرأي النقدي الصحفي للاسف اصبح الان ضعيفاً او مغيباً لمصالح إعلامية معينة أو علاقات شخصية تحد من الرأي الحقيقي، لذلك يجب ألا نندفع أمام تصنيفات شركات القياس واعتبارها هي المحدد الحقيقي في ظل عدم توافر المقاييس التقنية التي تكون هي الحاسم في هذه الأمور.
القنوات الفضائية في العشرة الأيام الأولى من رمضان أمام تحدي أهم حدث بالعالم، فالمشاهدة وبنسبة كبيرة مركزة على كأس العالم، لذلك اعتبر أن الفضائيات لن تحظى بالشعبية التي كانت عليها مع بداية رمضان في كل عام، والحكم سيكون عند الإعادة بعد الشهر الكريم حسب توقعاتي، لذلك أرجو أن تهدأ القنوات المفتونة باستفتاءات المراكز الأولى، وتكثف نشاطها بعد شهر من الآن .
بقلم : محمد الرشيدي | صحيفة الرياض السعودية الإلكترونية