قال فيصل بن جاسم آل ثاني أحد مسؤولي العمل الدرامي “عمر” الذي يحكي قصة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه المنتظر عرضه في شهر رمضان المقبل إن العمل سيكون من أجمل الأعمال التاريخية وأتقنها، مؤكداً أنه شاهد المسلسل كاملاً واصفاً إياه بالعمل المتميز والقوي والجميل جداً وأن فيه قيماً كعمل بشري غير كامل.
وكان مسلسل “عمر” أثار الجدل من اللحظات الأولى التي عرضت المشاهد الإعلانية الأولية للمسلسل التي لم يتضح فيها تجسيد لشخص أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واعترض عددٌ من المتابعين على الممثلين الذين سيجسدون شخصيات الصحابة في المسلسل.
وقال آل ثاني معلقاً على الممثلين الذين يقومون بأدوار عددٍ من الصحابة في المسلسل: “هؤلاء ممثلون هذه وظيفتهم. هل تريد الناس يجيبون أئمة مساجد يمثلون؟! إن كنت ضد تمثيل الصحابة مطلقاً فنحترم رأيك ولا تنكر على من خالفك”.
وأضاف: “يدّعون فساد الممثلين والناس يعرفون أن هؤلاء ممثلون وليسوا صحابة وهم محترفون في الأداء”.
ورأى آل ثاني أن “أقصى ما في أمر تمثيل الصحابة أنه خلافي ومن أجاز علماء لا يطعن في دينهم ولك حق تعتقد التحريم لكن لا يحق لك أن تجبر الناس على رأيك”.
وأضاف: “أجاز تمثيل جميع الصحابة ابن جبرين والقرضاوي والددو وقيس آل مبارك والريسوني وعصام البشير ومالك الشعار وصالح الحصين وغيرهم”.
وأتى حديث آل ثاني بعد عددٍ من التغريدات للشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة الذي كان أحد أفراد اللجنة المشرفة على نص العمل الذي أكد أن دورهم لم يتعدّ الإشراف على نص العمل التاريخي المكتوب وتقديم الملحوظات ودراستها واعتمادها، دون الدخول في أي تفاصيل أخرى متعلقة بإنتاج العمل أو إخراجه أو تمثيله.
وقال العودة: “منذ بداية العمل شكّلت مجموعة للإشراف على النص التاريخي المكتوب وتقديم الملحوظات ودراستها بشكل جماعي واعتمادها، وكانت المجموعة هي: عبدالوهاب الطريري، علي الصلابي، سعد مطر العتيبي، سلمان العودة، وبعد دخول مؤسسة قطر للإعلام انضم كلٌ من: الشيخ يوسف القرضاوي، وأكرم ضياء العمري، وفيصل بن جاسم آل ثاني ومعهم مجموعة من الإعلاميين المطلعين على أوضاع الأجيال الجديدة ليساعدوا على إعطاء أهمية لموضوعات الساعة”.
وأضاف العودة: “هذه المجموعة ليس لها أي علاقة بالعمل من حيث إخراجه، ولا بالتمثيل، ولا بالفتوى، كل مهمتها تنحصر في شيء واحد هو مراجعة النص التاريخي المكتوب، أما كيف سيخرج العمل؟ وهل ستظهر شخصيات معينة؟ ومَن سوف يؤدي الأدوار، فليس من شأن المجموعة، ولم تتخذ بهذا الخصوص أي قرار”.
وكان الدكتور فهد السنيدي علق على موضوع تجسيد الشخصيات والصحابة خصوصاً وقال: “تظهر أبعاد التجسيد بين الصورة والمخيلة وبين الواقع وهو ما يصنع بوناً أو تحدياً فكرياً، وهذا ما دفع المعتزلة إلى نفي الصفات بدعوى الصورة الذهنية، تكمن أبعاد الصورة في تشكيل تام بين الحركة والرؤية واللفظ؛ فعند تمثيل دور غاندي قام الممثل بدراسة طويلة لكل تفاصيل حياة غاندي بما في ذلك مشيه”.
ويكمل: “لو لاحظنا المسلسلات التي تجسد صورة الصحابة تجد الممثل يشرب باليسار ولا يصلي جيداً ويحمل تعابير الجسد بشكل خاطئ، وهذا يبقي صورة المجسد لدى الجيل، أصل الصورة الذهنية متكاملة في الإعلام وتتراكم تبعتها لدى الأجيال حتى يتحول الجيل إلى مجموعة متسلسلة من الصور وخطورته في تحويل تفكيره وتصوره”.
وتابع: “إن مجتمع الصحابة ليس أحداثاً مجردة بل هو مجتمع فذ في تصوره فهو يهتم بتفاصيل البسمة وحركة الوجه ويصفها وصفاً دقيقاً فكيف يمكن تجسيدها إعلامياً”.
النقاشات في “تويتر” بين الاعتراض على المسلسل برمته والاعتراض على بعض الجزئيات وطلب بعض التوضيحات حول العمل وبين المؤيدين للعمل بكامل تفاصيله أصبح لافتاً النظر للمغردين العرب، إذ تم إنشاء أوسمة مختلفة تناقش المسلسل وبعضها يطالب بإيقافه ومنع عرضه كما هو منتظر في شهر رمضان المقبل .
صحيفة سبق السعودية الإلكترونية