مكي: الجميع سيرى إبداعاتنا السينمائية.. والمعارضون سيقتنعون بها
ذكر موقع «إنترناشيونال بزنس تايم الأمريكي» أن «يوتيوب» يشهد نمواً سريعاً في المملكة العربية السعودية، بسبب عدم السماح لافتتاح دور سينما فيها، مما دفع كثيرا من الشباب السعوديين للاتجاه إلى الـ»يوتيوب» لبث أعمالهم، سواء كانت مسلسلات، أو أفلاما.
ومن هذه المسلسلات مسلسل «تكي» السعودي، للمخرج الشاب محمد مكي، الذي جمعت حلقته الأولى أكثر من مليون مشاهدة على «يوتيوب» خلال ثلاثة أشهر، فيما جمعت الحلقتان الأولى والثانية أكثر من 700 ألف مشاهدة لكل منهما خلال الشهر الأول من عرضهما.
ويتمتع «يوتيوب» بشعبية في المملكة، التي يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت فيها 12 مليون مستخدم، ومع ذلك فنسبة تصفح «يوتيوب» في اليوم بلغت تسعين مليون زيارة، وفقاً لتقرير نشرته قناة «العربية».
واضطر المخرجون الشباب إلى اللجوء إلى الإنترنت لعرض مواهبهم وأفلامهم للمشاهدين عبر «يوتيوب»، والمخرج محمد مكي من ضمن هؤلاء الشباب. ونشر مكي مسلسله «تكي»، الذي يصور قصة مجموعة من الشباب السعودي في مدينة جدة، وعلاقاتهم الرومانسية.
وقال مكي (23 عاماً) في مقابلة مؤخراً «يستند جزء كبير من قصة المسلسل على حياتي الخاصة». وأضاف «لدي شركة إنتاج محلية تدعى «صور المملكة»، ونحن ننتج الأفلام الوثائقية، وهذا ما يساعدنا في دفع الفواتير، ولكنني مهتم أكثر بالأفلام القصصية، وهذا ما جعلني أخرج «تكي»، الذي عملت عليه لمدة سنة ونصف السنة».
ويأمل مكي بتصوير عدة مواسم من المسلسل. ويتكون الموسم الواحد من 12 حلقة، مدة كل منها ما بين 10 إلى 14 دقيقة فقط، وهي المدة التي اعتمدها مكي لتتناسب مع حياة الشباب العصرية السريعة.
ويلعب مؤيد الثقفي دور شاب يدعى «مالك»، وهو أحد مخرجي الأفلام، يجلس ذات مرة في أحد مقاهي جدة برفقة أصدقائه الثلاثة، ويلتقي بالشابة «بيان»، التي كانت تصور فيلماً وثائقياً في المقهى، وعند الانتهاء من التصوير تنتظر سائقها خارج المقهى، فتتعرض لمضايقات من مراهقين مارة، مما يضطرها للركوب مع «مالك» لإيصالها إلى البيت. تجلس «بيان» في المقعد الخلفي، فترى كتاباً تعجب به، فيصر عليها «مالك» أن تأخذ الكتاب لقراءته.
ويرى الغرب أن مكي وطاقم عمل المسلسل مدهشون، نظراً لتخطي بعض القواعد، فهم يصورون الرجال والنساء مع بعض، دون التعرض لأي مضايقات، وأيضاً يصورون بعض المشاهد في الأماكن العامة، حيث يوضح مكي «نحن نخرج للعمل، ونبدأ بالتصوير، ولا نتوقف لأخذ تصريح رسمي، لأنه سيؤخر عملنا».
ويواجه مكي صعوبات غير عادية لغياب صناعة السينما، ويقول إن «هناك القليل من كتّاب الدراما الأكفاء في جدة، وأبحث عن الكتّاب الذي يرون الجوانب الثانوية في القصة، ويفهمون المعنى والعمق. لحسن الحظ نتعامل حالياً مع كاتب حوار قدير يدعى عبداللطيف الشهري، وأرسلت له السيناريو ليبدأ بكتابة الحوار».
وقال آري أمايا آكرمانس، وهو كاتب سينمائي في منطقة الشرق الأوسط، ومؤلف كتاب سيصدر قريباً باسم «وعد السياسة: الربيع العربي»، إنه شاهد المسلسل كاملاً، وأحبه كثيراً «أنتج مسلسل تكي بصورة جيدة جداً مقارنة بمستويات الإنتاج الأخرى للمسلسلات من النوع نفسه».
وبدا مكي متفائلاً لواقع السينما في المملكة «ظهر في الآونة الأخيرة كثير من المخرجين الشباب، وأعرف عدداً منهم في جدة، والمدينة المنورة، والرياض، والمنطقة الشرقية. هم ليسوا كثيرين جداً في الواقع، ويذهبون عادة إلى دبي لمشاهدة الأفلام، أو لعرض أفلامهم». وأضاف مكي «سنستمر في صناعة الأفلام الجيدة، وفق قصص جيدة، وسيراها ويلاحظها الجميع، وحتى الناس الذين يمانعون وجود السينما سيشاهدون أفلامنا. وعندما سيرون إبداعات الشباب أنا متأكد من اقتناعهم بها».
ومع كل هذه المعوقات، فمسلسل «تكي» هو عمل سينمائي من الأعمال السينمائية النادرة التي يشاهدها الجمهور من خارج السعودية، فهو يعرض الحياة اليومية لشباب وشابات المملكة، لتمكين أي شخص في العالم لديه إنترنت معرفة آمال وتطلعات هذا الجيل الجديد .
صحيفة الشرق السعودية الإلكترونية