يوشك التلفزيون السعودي أن يبلغ عامه الخمسين منذ لحظة تأسيسه، مقترباً من نصف قرن من العمل والإنتاج المكثف الذي تمخض عن آلاف الساعات التلفزيونية التي تشكل الذاكرة البصرية للمجتمع السعودي، سواء بالبرامج المباشرة أو المسجلة، أو بالدراما التلفزيونية بشقيها التراجيدي والكوميدي التي وثقت هوية ومزاج الفرد السعودي في الخمسة عقود الماضية .
ولما يشكله هذا الأرشيف من أهمية تاريخية فقد تعالت أصوات تنادي التلفزيون السعودي بإعادة عرضه سواء عبر قنواته الموجودة الآن أو بإنشاء قناة خاصة بالأرشيف تعيد كل المحتوى المرئي التاريخي للمملكة، وخاصة الدراما التي تحمل في تاريخها أعمالاً سعودية ممتازة لم تعرض سوى مرة واحدة وقديمة، ولم يعد عرضها مجدداً وتم نسيانها وكأنها لم تكن ولا يعرف عنها الجمهور الحالي أي شيء .
فلماذا لا يعاد عرض هذه المسلسلات أسوة بقنوات خليجية اهتمت بالأرشيف وأعادت عرضه مثل قناة سما دبي وقناة أبوظبي الإمارات؟. ولماذا لا نرى من جديد مسلسلات محمد حمزة وسعد خضر ومسلسل “خزنة” ومسلسل “السعد وعد” لمحمد الطويان؟. ولماذا لا يؤسس التلفزيون قناة خاصة بالقديم خاصة وأن أرشيفه غزير ويستحق إعادة العرض؟ .
الفنان القدير محمد حمزة من رواد الدراما السعودية وله في أرشيف التلفزيون أعمال خالدة لا تنسى مثل “أصابع الزمن” و”ليلة هروب”. أجاب عن أسئلتنا السابقة وقال إن فكرة إعادة المسلسلات القديمة فكرة جيدة “وهي مفيدة للمشاهدين” مؤيداً إنشاء قناة متخصصة لعرض الأرشيف السعودي “لأن هذا الأرشيف جزء من ذاكرة الوطن ولابد من تذكير الأجيال الجديدة به” .
مضيفاً “إن إعادة عرض الأعمال القديمة هي تكريم لهذه الأعمال ولصانعيها وبهذه المناسبة اسمحوا لي أن أعبر عن سعادتي بالخطوة التي قامت بها قناة النهار المصرية عندما أعادت عرض مسلسلي القديم “الزير سالم” الذي شاركت في بطولته مع يوسف شعبان ومحمود ياسين وفردوس عبد الحميد وكان من إنتاج سنة ١٩٦٤ ولا أخفيكم بمدى تأثري وأنا أشاهد المسلسل بعد كل هذه السنوات.. تلك الذكريات التي عشتها تعود إليّ من جديد وتنعش ذاكرتي” .
وتمنى حمزة من التلفزيون السعودي إعادة مسلسله الشهير “ليلة هروب”.. “لأنه من المسلسلات التي تعد علامة فارقة في تاريخ الإنتاج السعودي”، كما تمنى عرض سهرة “آخر رسالة حب” والتي أنتجها للتلفزيون منذ خمس سنوات تقريباً “ولكنها لم تعرض رغم مشاركة التلفزيون السعودي بهذه السهرة في مهرجان البحرين للإذاعة والتلفزيون ومهرجان القاهرة وحصولها على إعجاب لجنان التحكيم” .
من جانبه قال الفنان القدير علي إبراهيم إنه يتفق قلباً وقالباً مع فكرة تخصيص قناة للدراما السعودية “وتعرض من خلالها المسلسلات السعودية القديمة إلى جانب المسلسلات حديثة الإنتاج” مشدداً على أهمية وجود قناة كهذه لتطوير الدراما المحلية.
وعن المسلسلات التي يتمنى من التلفزيون السعودي إعادة عرضها، قال إنها كثيرة جداً ومنها مسلسل “أصابع الزمن” للفنان محمد حمزة، ومسلسل “سكرتير في البيت” للفنان سعد خضر، ومسلسل “فارس من الجنوب” للفنان عبدالرحمن الخريجي، إلى عرض جانب مسلسل “خزنة” لنجوم المنطقة الشرقية، ومسلسل “الدمعة الحمراء” للفنان الراحل محمد العلي رحمه الله .
أما الكاتب محمد السحيمي فلا يرى بفكرة إنشاء خاصة للأرشيف “بل يكفي أن يعاد عرض المسلسلات القديمة عبر القنوات الموجودة حالياً خاصة أن المسلسلات القديمة الجيدة ليست كثيرة فلا تحتاج لتخصيص قناة لبث هذه المسلسلات”. متمنياً إعادة عرض مسلسل “الزائر الغريب” للفنان سعد خضر ومسلسل “الدمعة الحمراء” للفنان محمد العلي، ومسلسل “فارس من الجنوب” للفنان عبدالرحمن الخريجي، ومسلسل “السعد وعد” للفنان محمد الطويان، وذلك “لأن هذه الأعمال لها محطات مهمة في حياتي وذكرياتي مثل مسلسل “الزائر الغريب” الذي كان أول عمل أشاهده بعدما اشترى والدي أول جهاز تلفزيون” .
فيما خالف الجميع الفنان القدير أحمد الهذيل الذي لا يؤيد إنشاء قناة لأرشيف الدراما إطلاقاً وذلك لمحدودية الأعمال السعودية القديمة، متمنياً إعادة هذا الأرشيف عبر القناة الثقافية السعودية لأنها المكان الأنسب للفنون، ومن الأعمال القديمة التي يتمنى الهذيل إعادة عرضها من جديد؛ مسلسل “زمن المجد” الذي “يمثل حقبة زمنية مهمة من تاريخنا ويحمل الكثير من المعاني للجيل الحديث”، وكذلك سهرة تلفزيونية بعنوان “براك ذاك معنى الحياة” وهي أول سهرة ينتجها التلفزيون السعودي باللغة العربية الفصحى وتم عرضها قبل 48 عاماً .
صحيفة الرياض السعودية الإلكترونية