نتسمر أنا وأطفالي حول التلفزيون ونحلل مشاهد المسلسلات،هذا مضحك، وهذا الممثل لا يجيد التمثيل ونتفق على بعض المشاهد التي أبدع فيها الممثلون، شخصيًا ولأول مرة تلفتني بعض الأسماء السعودية بعد المتألق ناصر القصبي ورفاقه الذين ما زالوا ملح رمضان، إبراهيم الحجاج فنان مبدع والذي أتقن دوره في مسلسل «منهو ولدنا» وليعذرني بقية الممثلين حتى إشعار آخر أو حتى مشاهدة متأخرة.
وفي ظل الانتقادات التي طالت الشاشة كما هو دارج في كل عام تساءلت هل ما يعرض كوميديا سوداء أم كوميديا بيضاء وهل هناك فرق ؟
بداية ما هي الكوميديا السوداء وكيف تطورت ؟ بدأت الكوميديا السوداء قبل أقل من قرن تحديدًا في ثلاثينيات القرن العشرين وحلل الفرنسي اندريه بريتون أعمال الكاتب الأيرلندي جوناثان سويفت لا سيما ما حمل اسم «اقتراح متواضع» وهو عمل مليء بالمرح حول إنهاء المجاعة عن طريق التهام الأطفال، وفي ذات الوقت صاغ بريتون مصطلح الكوميديا السوداء في كتابه «مختارات من الفكاهة السوداء» وبالتالي نُسب الفضل إلى سويفت كمنشئ
للكوميديا السوداء في القرن الثامن عشر.
إذن هكذا بدأت الكوميديا السوداء والتي كانت تتميز بالفكاهة والجرأة بعيدًا عن الابتذال والشتائم.
عودة إلى الأعمال التي حُشرت في شهر رمضان وكأن أحدًا أخبر شركات الانتاج أن عطلًا سيصيب الكرة الأرضية وعليهم عرض مسلسلاتهم دفعة واحدة في هذا الشهر هل جاءت بما تشتهي سفن المشاهدين؟
شخصيًا يهمني في العمل أن يكون مسليًا، وأن تكون لدى الفنان قدرة على الإضحاك وألا يتبنى برمجة خاطئة لأنني أؤمن بأن ما نشاهده ونسمعه تتم برمجته في أدمغتنا وأخيرًا أن يخلو من الاستهزاء بشخوص أو محاولة التقليل منها وهنا الشعرة الفاصلة بين السخرية والفكاهة.
إذا ما عرفنا أن الحس الفكاهي يتكون بالمران على استثمار المفارقات وما تشتمل عليه من مغالطات منطقية بذكاء وابتعدنا عن الابتذال من أجل إضحاك الآخرين سنجد الإجابة عن السؤال هل ما نشاهده في قنواتنا كوميديا بيضاء أم سوداء ؟ .
مقال | رائدة السبع