منعت شبكة قنوات ‘ cbc ‘ المصرية مساء أمس عرض الحلقة الثانية من البرنامج التليفزيوني الساخر الذي يقدمه الإعلامي باسم يوسف ” البرنامج ” دون إنذار مسبق مبررة قرارها بـ ” عدم إلتزام مقدم البرنامج بالسياسة التحريرية للقناة ” . وقرأ مقدم برنامج “ممكن”، خيري رمضان، على الهواء قبل دقائق من موعد عرض برنامج باسم يوسف بيانا رسميا قالت فيه القناة إنها قررت عدم عرض الحلقة بعدما فوجئت بعدم ملاءمة المحتوى الإعلامي مع سياستها التحريرية التي سبق أن أعلنت عنها في بيان لها في أعقاب عرض الحلقة الأولى .
وأصدرت (سي.بي.سي) مساء الجمعة بيانا وصلت نسخة منه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) جاء فيه: “عدم إلتزام باسم يوسف بالسياسة التحريرية للقناة والواردة ضمن العقد الموقع مع منتج البرنامج ومقدمه رغم لفت انتباههما بعد الحلقة الأولى لضرورة الإلتزام ببيان القناة وما جاء به”. وقال بيان القناة إن باسم يوسف وفريق عمله طلبوا بإصرار “الحصول على مبالغ مالية إضافية كشرط لإنتاج حلقات جديدة مما يمثل إخلالا بشروط العقد المبرم وعليه قرر مجلس إداة قنوات (سي.بي.سي) إيقاف عرض حلقة البرنامج لحين حل المشاكل الفنية والتجارية مع منتج ومقدم البرنامج” على حد قول البيان.
وينتج باسم يوسف البرنامج مع فريق عمله بعيدا عن القناة التي تعرضه ويتم تصوير الحلقات الأسبوعية التي تعرض مساء كل جمعة منذ الموسم الأول يوم الأربعاء من كل أسبوع في مسرح “راديو” بوسط القاهرة في حضور جمهور وفنانين. وقال محمد الأمين مالك قنوات (سي.بي.سي) لبوابة الأهرام الإلكترونية إنها “ليست المرة الأولى التي يتجاوز فيها باسم يوسف حيث سبق أن تم منع عرض الحلقة الثانية له في الموسم الأول أيضا بسبب خروجه عن السياسة التحريرية للقناة في الحلقة الأولى مما جعله يعرضها على موقع “يوتيوب” متوقعا أن يحدث هذا في الحلقة التي منع عرضها أمس الجمعة أيضا. من جانبه قال منتصر الزيات محامي البرنامج لقناة (إم.بي.سي مصر) إن القناة ليس لها الحق في التدخل في محتوى الحلقات وفقا للعقد المبرم والذي طلبت القناة تعديله في الموسم الأول في ظل حكم الرئيس السابق محمد مرسي لتضيف إليه بندا يحمل مقدم البرنامج وحده المسؤولية الجنائية عما يقدمه في البرنامج.
وأثارت الحلقة الأولى من البرنامج هجوما واسعا ضد باسم يوسف من جانب أنصار وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي الذين اعتبرو أن باسم يوسف سخر منه حيث تظاهر العشرات منهم الأربعاء الماضي أمام مقر تصوير الحلقة الجديدة كما أقام محام مصري دعوى قضائية يتهم فيها باسم يوسف بإهانة السيسي وهدد أخرون بينهم الممثلة غادة عبد الرازق بمقاضاة يوسف بسبب الحلقة التي ضمت سخرية منها. وقال نشطاء حضروا تسجيل الحلقة الممنوعة الأربعاء الماضي إن الحلقة لم تتطرق إلى الرئيس المصري المؤقت عدلى منصور أو النائب الاول لرئيس الوزراء وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي مثلما حدث في الحلقة الأولى وإنما انتقدت بيان قناة (سي.بي.سي) عن الحلقة الأولى كما انتقدت قناة الجزيرة القطرية وبعض الشخصيات بينهم الخبراء الذين يظهرون في القنوات الفضائية.
وكتب خالد منصور أحد معدي البرنامج وصاحب شخصية “جماهير” التي نالها النقد الأوسع في الحلقة الأولى على “فيس بوك”: “الحلقة الملغاة لم تضم أي شيء خارج والفقرة الأولى كانت تنتقد بعض الشخصيات العامة والثانية كانت مخصصة لإنتقاد وسائل الإعلام”. وغادر باسم يوسف الذي يعد برنامجه الذي يعد من بين البرامج التى تحظي بنسبة مشاعدة عالية عربيا ، القاهرة صباح أمس الجمعة إلى أبو ظبي في رحلة تستغرق ثلاثة أيام بدعوة رسمية لحضور مسابقات “الفورمولا وان”. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد المسلماني إن الرئاسة لا تتدخل في عرض أو منع أي برامج مشيرا إلى أن منع حلقة لباسم يوسف يظل أمرا داخليا للقناة صاحبة البرنامج.
وبينما أثير أن المنع جاء بسبب اعتراض المؤسسة العسكرية على الحلقة الأولى تداول نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي نقلا عن المتحدث باسم الجيش المصري العقيد أحمد محمد علي تصريحا حول “عدم وجود أي علاقة للمؤسسة العسكرية أو قادتها بمنع حلقة باسم يوسف وأن الجيش المصري يدعم حرية الرأي والتعبير” بينما لم تظهر تلك التصريحات على صفحته الرسمية في “فيس بوك” أو يدلي بها لأي قناة تليفزيونية. وأثار منع الحلقة ردود أفعال واسعة حيث أعلنت حركة شباب السادس من أبريل “الجبهة الديمقراطية” على لسان المتحدث باسمها عن مقاطعة قناة (سي.بي.سي) بسبب “تحديها لحرية الرأي ومحاولتها المستميتة لإرضاء السلطة والتقرب منها”.
بينما كتب نائب الرئيس المؤقت المستقيل الدكتور محمد البرادعي على “تويتر” قائلا: “حرية التعبير هي أم الحريات. إذا اقتصرت على من نتفق معهم فهي شعار أجوف. الشجاعة في الدفاع عنها وليست في قمعها. تحية وتقدير لباسم يوسف”. وكتب الدكتور أيمن نور المرشح الرئاسي السابق “كما توقعت الأسبوع الماضي تم إلغاء برنامج باسم يوسف. فعلا نعيش في زمن الصوت والرأي الواحد. لطمة كبيرة للحق في التعبير وحرية الإعلام. تضامني مع باسم”. وكتب خالد علي المرشح الرئاسي السابق “القمع لا يقتل الفكرة لكنه يخلدها” مع نشره لصورة باسم يوسف مكتوب عليها ما قاله صلاح جاهين: ” قمتوا ليه !! خفتوا ليه !! لا ف ايدى سيف . . ولا تحت منى فرس”. وكتب أحمد ماهر المنسق العام السابق لحركة السادس من أبريل على “تويتر”: “رب ضارة نافعة، ناس كتير بدأت تفوق تدريجيا وبدأت تدرك المقلب اللى أخدناه، ومع الوقت اللي خايف يتكلم هايقدر يتكلم” في حين سخر وائل الفخراني مدير خدمات شركة “جوجل” في مصر من منع الحلقة قائلا “تدفعوا كام ونمنع عرض الحلقة من يوتيوب؟”.
في المقابل كتب النائب السابق مصطفى بكري على “فيس بوك”: “أمثال باسم يوسف الأراجوز لا يعرفون حدود المسؤولية”. وقال تيار أحزاب الإستقلال ومعظمها أحزاب يسارية: “موقف قناة (سي.بي.سي) هو دليل على وقوفها إلى جانب الثورة والثوار وإلى جانب الشعب والشرطة والجيش في مواجهة الإرهاب وأعداء الوطن”. وكتب الممثل طلعت زكريا على “فيس بوك”: “باسم يوسف.. فقدت شعبيتك وتوقف عن وضع السم في العسل” في حين كتب الممثل أحمد حلمي على “تويتر”: “النظام الذي يخاف من إعلامي يبقى فاشل وعارف إنه فاشل” .
صحيفة الإقتصادية السعودية الإلكترونية