بصفتنا اكبر دولة مصدرة للبترول في العالم تبحث القنوات الإخبارية أو الاقتصادية عن محلل أو خبير بترولي سعودي يوضح اتجاهات السوق وتكون لديه القدرة على الظهور الإعلامي فلا تجد في الغالب إلا أسماء محدودة جدا بدليل تكرر نفس الأشخاص وفي أكثر من قناة بل وربما في يوم واحد والأمر ينطبق على المتخصصين في الشأن الأمني وغيرها من فروع الإعلام المتخصص وهذا الأمر يجعلنا نتساءل عن سر غياب التخصص في الإعلام وعن غياب الجهات المعنية (كل قطاع فيما يخصه) عن تأهيل عدد من الإعلاميين سواء في الشأن البترولي أو الأمني أو غيرها من التخصصات الأخرى في إبراز أسماء تكون لديها القدرة على التحليل والظهور الإعلامي المبنى على اطلاع واسع فمهمتهم في كثير من الأحيان قراءة مابين السطور .
كليات الإعلام تخرج لنا كل عام المئات من الدارسين الفاهمين لأبجديات الإعلام فقط ولكنها لا تخرج لنا متخصصين وهذه مرحلة لاحقة تحتاج إلى تبني جهات أخرى لها فلو قامت وزارة البترول على سبيل المقال بإرسال خمسة في كل عام من ابرز خريجي الكليات الإعلامية تتوافق اتجاهاتهم من تخصصاتها وذلك لدراسة الاقتصاد البترولي والتدرب لدى بيوت متخصصة في الدراسات الاقتصادية البترولية وصقل هذا الأمر بالتدرب في قنوات إخبارية عالمية لدفعت إلى الصحف والشاشات بأسماء إعلامية بارزة وهذا الأمر ينطبق على وزارة الداخلية وبشكل هام على الإعلام الأمني فيندر أن تجد أسماء ذات خبرة في التحليل الأمني للأحداث الأمنية الداخلية التي قد تواجهها البلاد من تنظيمات إرهابية أو أي نوع من أنواع الأخطار الأمنية الأخرى .
نحن الآن في زمن التخصص والكثير من الأحداث لا يمكن للمشاهد أو القارئ معرفتها بشكل دقيق في ظل غياب الرأي المتخصص فنحن نجد كماً هائلاً من المتحدثين عن الشأن الرياضي ونجد أسماء أخرى في مجال قراءة الحراك اليومي للأسواق المالية ممن ثقفوا أنفسهم بأنفسهم بينما نفتقر إلى خبراء في التحليل المالي الدقيق على المدى الطويل لأن التخصص يحتاج إلى أكثر من التثقيف انه يحتاج إلى الدراسة المتخصصة وهذا الأمر لن يتحقق دون أن تتبنى القطاعات التي تفتقر إلى المتخصصين الإعلاميين ابتعاثهم وصقل مواهبهم فيكفينا سماعاً من يتحدث نيابة عنا لافتقادنا لمن يجيد الحديث عنا .
بقلم : ماضي الماضي | صحيفة الرياض السعودية الإلكترونية