«قل لي ماذا يقدم جابر نغموش هذا العام، اقل لك اسم المسلسل الذي يرسم البسمة على شفاه الإماراتيين في رمضان»، مقولة قد يخلص إليها المهتمون بالدراما المحلية، سواء بالاستناد إلى مؤشرات الاستبيانات المتواترة، أو بالسؤال مباشرة عن اسم النجم الكوميدي المفضل، حقيقة استثمرها بشكل كبير صديقه الفنان سلطان النيادي، الذي ارتدى ثوب المنتج هذه المرة ليحتكر المسلسل المتعدد الأجزاء، والوحيد الذي أضحى نغموش يقوم ببطولته سنوياً، ورغم أن ثمة إشكالات كثيرة طالت العمل في جزئه الرابع، إلا أنه ظل حاضراً بشكل قوي في الوجبة الدرامية التي انتقاها جمهور المشاهدين في الإمارات، من بين خيارات واسعة، خصوصاً على الصعيدين الخليجي والعربي، مع انكماش الإنتاج المحلي .
رغم ذلك جاء المسلسل بمستوى فني ربما لم يرق لأجزائه الثلاثة السابقة، وهو ما طرحته «الإمارات اليوم» على النيادي الذي لم يقر بفكرة ابتعاد محتوى الحلقات كثيراً عن سلم أولويات المشاهد، وتفويت فرص مناقشة الكثير من القضايا الهادفة بعمق، دون أن يتسبب ذلك في تهميش طبيعة المسلسل الكوميدي الباحث لجمهوره عن الضحكة من خلال الموقف، كاشفاً أنه بدأ بالفعل رحلة إبداع جديدة مرتبطة بالجزء الخامس من طماشة، الذي أكد تجهيزه للعرض في رمضان المقبل، ما يعني أن «طماشة» الذي تتم مقارنته دائماً بالمسلسل الأشهر في تاريخ الدراما الإماراتية، الذي كتب حلقاته جمال سالم «حاير طاير» سيعادل عدد أجزائه بعدما توقف الخير سنوات على عتبة جزئه السادس.
النيادي الذي شاركه الفنان محمد العامري في كتابة سيناريو نحو نصف عدد حلقات المسلسل، أكد أن هناك تعمداً وقصداً في الإحجام عن الإبحار في معالجة قضايا مجتمعية بأدوات الدراما التقليدية، مضيفاً «فضلاً عن طبيعة المسلسلات المتعددة الأجزاء التي تحتوي على حلقات منفصلة، فإن الرؤية الدرامية لـ(طماشة 4) على وجه التحديد راعت الكثير من المتغيرات، بما في ذلك المتغير النفسي الذي يجعل المشاهد بحاجة إلى جرعة أكبر من المواقف الطريفة، فضلاً عن أن الدراما المتزنة لا يمكن أن تكون مهمتها تعقب وتضخيم السلبيات المجتمعية أو الاقتصادية وغيرها، بل علينا في ذات الوقت أيضاً أن نقدم دراما عاكسة بشكل أمين للإيجابيات الكثيرة التي تتعاظم أمامنا يوما بعد يوم على أرض الدولة».
وفي ما يتعلق بواحدة من أفضل الحلقات التي تضمنها الجزء الرابع، التي حملت عنوان «أمنا زعلانة»، وأُخذ عليها المباشرة الشديدة في الخطاب الخاص بالترويج السياحي لبعض المعالم بالدولة، قال النيادي إن هذه الحلقة تتداخل مع حلقات أخرى تصب في إطار دعم الهوية الوطنية، من خلال نصرة اللغة العربية إن جاز التعبير، فلا أحد ينكر حجم التحديات التي تواجهها اللغة العربية، أما الإشارة إلى معالم سياحية بعينها في بداية الحلقة فقد جاء مقصوداً أيضاً من أجل الدخول في القضية الأساسية التي هي هنا تتعلق بوجوب حضور اللغة العربية كلغة أولى وأساسية في جميع تعاملاتنا اليومية، وعدم الاستسلام لحضور اللغة الإنجليزية بديلاً عنها كي لا يصبح المواطن في النهاية غريباً في بلاده.
وأضاف النيادي «ليس صحيحاً أن حلقات الجزء الرابع حملت قدراً من السطحية، وظللنا على مدار الحلقات الـ30 نراهن على سحر كوميديا الموقف، وربما أوحى خصوصية أداء الفنان جابر نغموش وعفويته بهذا الأمر، وهي إيجابية تحسب لطاقم (طماشة) وليس العكس، وحتى في حال وجود أولويات مجتمعية أجدر من غيرها لطرحها درامياً فهذه الفرضية في حد ذاتها تفترض تكراراً مملاً سواء بين المسلسلات المختلفة، أو حتى ضمن أجزاء (طماشة) المتعددة، وهو أمر قطعاً مرفوض ومستهجن فنياً». ونفى رئيس مجلس إدارة شركة ظبيان للإنتاج الفني التي أنتجت الأجزاء الأربعة لمصلحة مؤسسة دبي للإعلام، تدخل الأخيرة في محتوى المسلسل أو وجود أفكار بعينها لإنتاجه، مضيفاً «فضلاً عن أن هذا الأمر ليس من تقاليد مؤسسة دبي للإعلام، فإننا كشركة إنتاج فني لا يمكن أن نقبل بشروط من هذا القبيل، لأن هناك فارقاً كبيراً بين المشروع الفني الدرامي، والمشروع التجاري، حتى وإن كانت الشركة ضمن أهدافها الربح المادي بالضرورة .
صحيفة الإمارات اليوم الإماراتية الإلكترونية