يبقى محمد غازي صدقة من بين أهم المعلقين الشباب في قنواتنا الرياضية في الوقت الراهن، من حيث الموهبة الأصيلة صوتاً وتفاعلاً وجرأة وامتلاكاً لسرعة البديهة في الوصف والتعليق بتناغم متناهٍ مع رتم المباراة أياً كان مستواها، وما يحدث داخل الملعب إجمالاً من لقطات مثيرة ومشاهد عابرة .
لكن ما حز في النفس كثيراً إعفاؤه من التعليق في القنوات الرياضية السعودية من خلال اتصال مدير القنوات به، كما جاء في تأكيده المنشور عبر صحيفة “سبق”.
وسبب الحزن على القرار أنه لا يوجد نص واضح أو شرط جزائي ضمن شروط التعاقد بين القناة الرياضية والمعلق.
والأمر الآخر أن القناة ستفتح على نفسها باباً موصداً تجاه الزلات الصغيرة وتفاعل معلقيها مع الأحداث التي تحدث داخل الملعب، فمَسك المايك على الهواء يختلف كلياً عن قراءة المذيعين شريط الأخبار المعد على الأوراق بعد سلسلة من البروفات والترتيبات المسبقة..!!
إن مسؤولي القنوات دائماً يرددون على مسامعنا شعار “إن معلقي القناة ومذيعيها لا يمثلون بأي حال توجهها العام”، فلماذا إذاً تمت محاسبة معلق لقاء الاتحاد والنصر على رأيه الممثل لوجهة نظره تجاه ردة الفعل الغاضبة من قلة من جمهور الاتحاد تجاه إدارة الفايز، على ضوء نتائج الفريق الأخيرة؟!
وللعودة لما قاله معلّق المباراة محمد غازي تجاه إدارة الفايز، فهو نتاج ثقافة عامة، رسخها الإعلام الرياضي لدى الكثير من منسوبيه من خلال البرامج الحوارية واستديوهات التحليل، وغيرها من برامج الكرة ومقالات الصحف؛ ما يعنى أن الخراب من المنبع؛ ونحتاج لسنوات لتحسين وتغيير فهم الصورة الضبابية، فضلاً عن التفريق بين مفهوم حرية الرأي وشعرة الإساءة..!!
إن وصف المعلق بأنه نصراوي لا يعطى مسؤولي القناة الرياضة المبرر الكافي لإعفائه من كابينة التعليق على المباريات المحلية أو المنتخبات، ما لم يتم وضع شروط واضحة لأي معلق قبل توقيع القنوات الرياضة عقودها معه؛ ليعرف ما له وما عليه، لكن بالطبع ليس من بينها معرفة الميول الرياضية، بوصفها حقاً خاصاً وشخصياً وذاتياً.. ما يجعل من الحاجة لإنشاء وتأسيس رابطة للمعلقين السعوديين أمراً ضرورياً للغاية؛ لأن معلقينا في أمسّ الحاجة لجهة تُعنى بأمورهم ومشاكلهم، وتعمل على حفظ حقوقهم؛ فالتعليق المباشر لا يخلو من الارتجالية والهفوات البسيطة بالطبع..!!
بقلم : محمد الصيعري | صحيفة سبق السعودية الإلكترونية