حالة من الغضب والسخط سيطرت على نسبة كبيرة من المشاهدين للاعمال الرمضانية لهذا العام سواء كانت مسلسلات او برامج بسبب ما شهدته من خروج الكثير منها عن ” النص ” بشكل مستفز ، فاكثر من عمل يحتوي على الفاظ نابية وايحاءات جنسية بالاضافة لمشاهد الرقص المبالغ فيها في بعض الاعمال التي لا تتناسب من قريب او بعيد مع هذا الشهر الفضيل وجعلتنا نترحم على الاعمال الدرامية التي كانت تقدم في السبعينيات والثمانينيات التي عندما نقارنها بأعمال هذه الايام نكتشف مدى حالة الانحطاط الفني التي وصل اليها عدد كبير من القائمين على الدراما العربية ما شكل صدمة كبيرة للجمهور .
فأعمال هذا العام تتناول ظواهر عجيبة وجريئة على الدراما بشكل عام والدراما المصرية بشكل خاص فالكثير من المسلسلات تعدت الخطوط الحمراء في محتواها الدرامي فشاهدنا اعمالا تعتمد على العنف والبلطجة وزنى المحارم وعقوق الوالدين بالاضافة للمخدرات والله اعلم ماذا سنشاهده في باقي حلقات هذه المسلسلات؟!
هذا المستوى الهابط من الاعمال يؤكد فقر الافكار الدرامية وان لجوء المؤلفين والمنتجين لهذه الاشياء المبتذلة بألفاظها النابية هو لشد انتباه وانظار المشاهدين لتلك الاعمال بهذا الاسلوب الرخيص.
ومن خلال السطور التالية نسلط الضوء على بعض تلك الاعمال التي اثارت استفزاز الكثير من المشاهدين فشعروا بحالة من «القرف» من هذا المستوى المتدني:
ابتذال
نبدأ بمسلسل «مزاج الخير» اذ ظهرت الفنانة علا غانم التي تجسد شخصية امرأة لعوب ومنحلة اخلاقيا في الحلقة الاولى من المسلسل بشكل اباحي وهي خارجة من الحمام مبللة الشعر وملفوفة بـ«فوطة» حمراء بشكل مثير، وفي المسلسل نفسه ظهر مصطفى شعبان بعد خروجه من السجن في مشهد يحتضن فيه الممثلة ياسمين الجيلاني التي تجسد دور زوجته ويداعبها بشكل مبالغ ومثير امام امه «سميحة ايوب»، ولم يكتف بذلك بل قام بضربها بطريقة فجة على مؤخرتها مرتين بشكل اثار استياء المشاهدين وكعادة اعمال شعبان الاخيرة فأعماله تحتوي على اغان هابطة ورقص مبتذل قدمته الفنانة «درة» التي اعتقد ان هذا الدور اخذ الكثير من رصيدها لدى الجمهور.
وبنفس الجرأة غير المبررة شاهدنا منى زكي التي عادت للدراما التلفزيونية بعد غياب طويل ولكنها عادت بلا غنائم انما عادت بشكل صدم جمهورها الذي طالما خاطبته في كل لقاءاتها الصحافية بأنها تحترمه ولا تقدم له سوى الفن النظيف!!
اغتصاب
ومن الاعمال التي صدمت المشاهدين ايضا مسلسل «القاصرات» لصلاح السعدني فعلى الرغم من انه يناقش قضية في غاية الحساسية وهي زواج القاصرات «الطفلات» من الرجال كبار السن فان حلقته الاولى احتوت على مشهد اقل ما نصفه هو «اغتصاب» بمعنى الكلمة اثار اشمئزاز المشاهدين عندما قام السعدني بفض بكارة زوجته الطفلة ذات الاعوام التسعة بهذا الشكل المقزز من اجل الاطمئنان على شرفها والتأكد من عذريتها، ولن يشفع للقائمين عن العمل التنويه الذي يسبق كل حلقة بأن هذا العمل للكبار فقط، فهذه الجملة التي استخدمها ايضا القائمون عن مسلسل «موجة حارة» عندما كتبوا ان العمل لمن هم فوق الـ18 عاما لان المسلسل يتناول عالم القوادين وشبكات الدعارة بالاضافة لاحتواء العمل على ألفاظ خارجة ومشاهد جريئة وساخنة بين نجوم العمل منها مشهد مثير جمع بين رانيا يوسف وزوجها في العمل اياد نصار وهما على السرير وفي مشهد آخر اقل ما نصفه بانه مشهد شديد الابتذال عن علاقة خاصة جدا ومشبوهة تجمع بين ممثلة ملامحها اقرب للرجال من خريجي السجون والممثلة الجميلة هنا شيحة.
علاقات غير شرعية
وبالطبع لابد ان نتوقف عند مسلسل غادة عبدالرازق «حكاية حياة» الذي شاهدنا فيه كل اشكال الاسفاف بخلاف العلاقات غير الشرعية اذ شاهدنا الممثلة روجينا تخون شقيقتها حياة مع زوجها خالد سليم ومن قبلها اظهر لنا العمل خيانة امهم ونهايتها المأساوية وطريقة موتها الصادمة بالفعل.
ألفاظ نابية
ومن الاعمال الاخرى التي تحمل كما كبيرا من الالفاظ النابية مسلسل «الوالدة باشا» لسوسن بدر وباسم سمرة بالاضافة للرقص المثير الذي قدمته الممثلة عبير صبري التي تحب شخصا وهي متزوجة من رجل آخر، وهناك مسلسل آخر وهو «بدون ذكر أسماء» كتبه وحيد حامد الذي قدم العام الماضي مسلسل «الجماعة»، وفي هذا المسلسل يتناول حياة «السلفيين» بشكل مثير ومستفز وتسترهم بالدين بشكل مسيء كما يتناول العمل حياة اولاد الشوارع بكل ما فيها من مساوئ من جنس ومخدرات وسرقة وبلطجة الى اخره.
خدش للحياء
واذا انتقلنا من المسلسلات الى البرامج فالوضع لا يختلف كثيرا فظهرت الراقصة والمطربة سما المصري في احدى حلقات برنامج «الواد سوستة» بشكل اثار استفزاز المشاهدين بسبب تصريحاتها الخادشة للحياء والغريبة على المجتمع المصري لتواصل مسلسل اعمالها المثيرة للجدل التي ترددت انباء عن ايقاف البرنامج كونه لا يتناسب مع شهر رمضان الكريم.
والكلام نفسه ينطبق على برنامج المخرجة ايناس الدغيدي «الجريئة» وبرنامج «أسفين يا ريس» الذي يقدمه طوني خليفة الذي استضاف في احدى حلقاته الفنان الكوميدي سمير غانم الذي تمنى فيها ان يكون فستانا على جسد شاكيرا او هيفاء وهبي!! لا تعليق.
وهكذا تتحول بعض مسلسلات وبرامج رمضان العربية بفعل المنتجين وشركات الاعلانات الى اعمال هابطة اباحية بكل ما تحمله الكلمة من معان .
بقلم : ياسر العيلة | صحيفة الوطن الكويتية الإلكترونية