كيف يمكنك أن تقبل فكرة أن من أساء للمجتمع في زمن “البالتوك” سيظهر عليك الآن بلباس الناصح في مسلسل “حسب الظروف”؟. لورانس صاحب الشخصية البذيئة المسوقة لأبشع الكلمات يأتي لنا اليوم ليعلمنا أصول التربية والوعي .
هذا العمل ليس سيئاً فنياً فحسب، بل يمكن وصفه بالمسلسل التافه والحقير بسبب انهياره التام في الشكل والمضمون، وفي الفكرة والتمثيل والإخراج. لا تجد شيئاً فيه سوى التفاهة، إلى درجة أن أحد ممثليه نادم على المشاركة فيه. سقوط درامي مريع يعيدنا إلى مربع الصفر.
لسنا في حاجة لدفع عجلة الدراما السعودية بجميع أشكالها وألوانها إذا كانت بهذا الشكل، في هذا العام هبط الجميع إلى نقطة الصفر لكن يبقى “حسب الظروف” علامة سوداء ستستمر ذكراها طوال السنين القادمة. هذا ما سيعترف به الجمهور؛ إن هذا العمل كان مختلفاً في بشاعته عن مفاهيم الدراما الجديدة وحتى التقليدية.
مثل هذا العمل مقلق ومحبط لمن يأمل أن يرى تقدماً في مستوى العمل الدرامي السعودي، حين يشاهد ناساً لا هوية لهم “فنية” يعبثون أمام الكاميرا ويتنطنطون، ويهذون بكلمات كان سببها
استهجان واستنكار أهالي الباحة والتقليل منها حسب ما وصفه اهلها باحتقار مدينتهم في الحلقة الثانية من الممثل سلطان الرفاعي حينما وصف سياح الباحة بالفقراء!.
بين هذا وذاك يرى البعض مستغرباً مشاركة النجم عبدالعزيز الفريح في هذا العمل.؟
وهو الذي بات يرتقي على سلم النجومية ويكتب الدراما والمسرح بتمرس ويزاول هوايته بشكل مهاري، ربما كان طعماً لتمرير العمل على المشاهد، او ان ما دفعه لقبوله استغلال الظرف وقلة الاعمال الدرامية التي رصدت له هذا العام؟
وحتى لو صحت هذه الأسباب فإنها ليست مبرراً لمشاركته!.
بينما مخرج العمل سمير عارف قد يكون راوغ ذاته وقدراته، ويستعرض مروره السنوي في الدراما ليؤكد للجميع ان مافي اليد حيلة – لا جديد – ربما صاحبه عدم التوفيق، وهو الذي يرى ان وجوده في كل عام واجب!.
هناك مخرجون على مستوى العالم يدرسون تقارير عملهم ويحللون النتائج قبل شروعهم في تقديم انتاجهم الفني، ومن علامات النتائج الفنية تحدد لهم إمكانية العمل أم لا. لكن سمير عارف يرى نفسه ملزماً بالتواجد وتقديم الغث دون إضافة شيء لمسيرته وتطوير قدراته.
في مسلسل “حسب الظروف” كلهم دون استثناء مدانون لتشويه العمل الفني وترسيخ مفهوم ان السعوديين لا يعرفون من الفن الدرامي إلا أحقره ! .
رؤية : عبدالرحمن الناصر | صحيفة الرياض السعودية الإلكترونية