تأتي ثورة الفضائيات لتمتلئ الأسطح صحونا المهم أن نتابع قنوات أخرى أن نرى إعلاما مغايرا أن نعرف أوطانا أخرى لم نعد نشاهد قنواتنا إلا في المناسبات و المناسبات الوطنية ليست منها لا أتذكر أني تابعت أغنية وطنية وحتى النشيد الرسمي قبل المباريات يغطيه التصفير والشعارات وقتها وجدت قناة إخبارية تفسر ما يدور بخلدي تعطيني أخبار صادمة لكنها أقرب للواقع لأول مرة أسمع الرأي الآخر حتى لص الأمس و جدته يدافع عن نفسه فلم لا نسمعه و هو شاهد على عصرنا وقناتنا الواحدة صارت مقسمة على قناتين لا نشاهدهما إلا لماما فشكرا لإعلامنا الذي جعلنا نلهث لتركيب الصحون غير مبالين بقرارات المنع أو بالمعاليم المادية.ثم كانت قنوات خاصة لبلدي أرادت جلب اهتمامنا القناة تلو القناة تغير الإعلام فعلا لكن نحو الإثارة فكانت فوضى إعلامية خلاقة وجدنا بها ما يقال في المقاهي وتعمقت الجهويات فالجهة الفلانية بها الكرم تلك جهة الأغنياء تلك الجهة لا تقبل إلا أبناء الجهة فشكرا لك أيها الإعلام وقلدنا الغرب في برامجهم الإجتماعية بالإذاعات و التلفزيون فرأينا برامج الدموع وبرامج تجاوزت الممنوع و طرحت المحضور حتى المسلسلات لم تعد موجهة للعائلة فتفرق الجميع وصار لكل شخص قنواته الخاصة الشيوخ يتابعون القنوات الدينية الأباء بين الرياضية والإخبارية الأمهات قنوات المسلسلات المراهقات قنوات الموسيقى الحالمة المراهقون بين الرياضة وأفلام الحركة الأطفال سلمناهم لقنوات الأطفال .فلم نعد نلتقي إلا لماما و في المناسبات فحتى وطن العائلة لم يعد وطنا واحدا فشكرا مرة أخرى أيها الإعلام.تطور إعلامنا تطورت مشاهداتنا وتطور مفهومنا للوطن لم نعد نعرف من نحن صنعنا أوطانا أخرى كلها جهويات و انسلاخ وتبعية هم من نزع عنا الروح الوطنية لا تهتم بعد اليوم ان لم يذودوا عن ترابه لا تخجل إن تهربوا من الجيش لا تستغرب إن لم تحترم تحية العلم .
بقلم : عبد السلام صفاقسي | عضو في منتديات ستار تايمز