شهد التلفزيون السعودي خلال الأيام الماضية موجة انسحابات، شملت كادر مراسليه في مدن الرياض وجدة والدمام، وتركزت الانسحابات عند العاملين بنظام «التعاون» الذين يشكون من غياب «الاستقرار الوظيفي» في عملهم. وأشار بعضهم إلى أن السبب الرئيس لانسحابهم «انعدام الأمل بالتثبيت»، فيما اتجه بعضهم إلى البحث عن خيارات أخرى، أبرزها قناة «العرب»، التي استقرّت في البحرين ، بعد إعلان قرب انطلاقها .
وتلقى العاملون في التلفزيون السعودي وعوداً من المسؤولين بمعالجة قضيتهم، إلا أنهم وصفوها بـ «المسكّنات»، لافتين إلى أنه «لم يتحقق منها شيء»، معيدين أسباب التأخر في تطبيقها إلى «الجهات العليا»، إضافة إلى «خذلان» هيئة الإذاعة والتلفزيون لمطالباتهم بمنحهم بدل سكن، بعد رفض الطلب الذي تقدمت به من وزارة المالية.
وعلى رغم بعد مسافة مقر قناة «العرب» الرئيس (المنامة) عن مقار سكن غالبية المنسحبين إلا ان هذا لم يشكل عائقاً، فيما أبلغتهم القناة بضرورة إخضاعهم إلى «فترة تجريبية» لا تتجاوز 3 أشهر، إضافة إلى حضور دورات ومحاضرات في المجال التحريري باللغة الإنكليزية. واضطرّ بعض المتقدمين إلى البحث عن سكن تمهيداً للانتقال إلى البحرين، إذ كلّفهم ذلك نحو 4500 ريال شهرياً، إضافة إلى كلفة المواصلات، موضحين أن اجتهادهم هذه الفترة قد يؤمن مستقبلهم، لافتين إلى أنهم لم يجدوا «محفزات» طوال فترة عملهم في التلفزيون السعودي، إضافة إلى تقديمهم برامج وتقارير في مقابل مكافآت لا تكفي لالتزاماتهم، ولم يجدوا إجابة شافية عن تساؤلاتهم حول التثبيت، الذي طالما كان «حلماً» يرغبون في تحقيقه.
وفي المقابل، أكد «التلفزيون السعودي» عدم تجاهله مطالبات موظفيه والعاملين فيه من كوادر ومراسلين ومراسلات، موضحاً أنها «لا تزال برعاية الجهات العليا في الرياض، ويجري العمل عليها لتأكيدها والبدء في حركة التثبيت التي يطالب بها العاملون»، لافتاً إلى أنه «لم تحدث انسحابات تذكر لهذه الأسباب حتى الآن»، وأكد أن «فئة كبيرة من المثبتين وأخرى من المتعاونين، لا يزالون على رأس العمل منذ أعوام، وهم مستمرون خلال الفترة المقبلة». وأقرّ مدير مجمع التلفزيون السعودي في الدمام سعيد اليامي بوجود متعاونين بنسبة لم يذكرها «لم يتم تثبيتهم»، ولفت إلى أنه «توجد نسبة من المثبتين، ويعملون بشكل رسمي في التلفزيون»، نافياً ما تردد حول وجود موجة «انسحابات» طاولت العاملين لديهم بسبب عدم التثبيت. وقال اليامي لـ «الحياة»: «إن العمل على حركة التثبيت ومنح المميزات للعاملين لا يزال مستمراً»، وأبدى عدم معرفته بالوقت الذي ستُقرّ فيه مستدركاً أنه «قريب» .
صحيفة الحياة السعودية الإلكترونية