لم تطل الحفاوة التي أبداها النظام السوري ومؤيدوه للإعلامي غسان بن جدو عقب استقالته من قناة «الجزيرة»، وترافقت مع تقدير كبير، وصل حدّ وصفه بـ «صوت الحق»، فيما افترشت شوارع دمشق لوحات تدعم موقفه وتحمل صورته، وراح بعض المؤيدين يطالب بتسليمه وزارة الإعلام السورية أو إدارة التلفزيون، لكن ذلك لم يحدث، إذ أعلن بن جدو تأسيس قناة جديدة «تنقل الواقع كما هو» تحت اسم «الميادين»، وبدأ إعداد العدة لهذه الخطوة.
أخيراً انطلقت القناة، واستبشر المؤيدون للنظام السوري خيراً، كما عمد النظام إلى إفراد مساحة كبيرة من إعلاناته على الطرقات والإذاعات وحتى التلفزيون لبث خبر انطلاق القناة، وتزويد المواطنين السوريين بتردداتها، على اعتبار أنها ستكون أحد المدافعين عن النظام والداعمين له.
لكنّ انشقاق الطيار السوري الأخير الذي حطّ بطائرته الـ «ميغ 21» في مطار أردني طالباً اللجوء السياسي، وتناول القناة هذا الخبر، وبث حيثياته في نشراتها الإخبارية، دفع عدداً من الموالين للنظام السوري إلى وصف القناة بـ «المغرضة»، ولم يتوقف الأمر عند هذا الوصف، بل تعدى ذلك للتعرض للإعلامي بن جدو، واعتباره «عميلاً»، ومشتركاً في «المؤامرة الكونية على نظام الممانعة السوري».
هذا الموقف الذي أعلنه مؤيدون للنظام السوري في صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بدا مفاجئاً لكثيرين من المراقبين، واعتبره بعضهم بداية جديدة لإدخال القناة الوليدة في قائمة القنوات المغرضة.
فهل ستكون حادثة انشقاق الطيار النقلة الأولى للقناة من قائمة «الممانعة» إلى قائمة القنوات «المغرضة»، أم ستكون مجرد طفرة وقتية، بخاصة أن الآلة العسكرية بدأت توغل في القتل والتنكيل في الأيام الأخيرة، وأصبحت المجازر اليومية خبراً اعتيادياً على الفضائيات ؟
صحيفة الحياة السعودية الإلكترونية