لازلنا نفتقد للإعلام التلفزيوني في مسايرة حياتنا وتطوراتها وتفاعلاتها، مناسبات هامة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي تحدث لدينا وخصوصا بالعاصمة الرياض، وتلاحظ غياب القنوات التلفزيونية الحكومية والخاصة المملوكة لسعوديين. تجد قنواتنا ومسؤوليها يتعاملون مع الأمر بصورة تقليدية، يتم إرسال مراسلين مع احترامي وتقديري لهم عاديين وغير محترفين، فتتفاجأ أن يحضر للمناسبة لمجرد تأدية المطلوب منه، وهذا الأمر ألاحظه باستمرار ولم يتغير..!! عكس الدول المجاورة لنا، تجد في مناسباتهم ومؤتمراتهم العدد الكبير من التغطيات التلفزيونية والاهتمام، فتجد رغم عدم مقارنة هذه المناسبات بما يحدث عندنا، أنها تسيطر في ذلك اليوم على أبرز أخبار القنوات الفضائية، وهنا يكمن السؤال فيمن يحدد أهمية المناسبات وأهمية تغطيتها. فلا زالت عقلية الكثير ممن يتولى مسؤولية القنوات الفضائية في السعودية وخصوصا الرسمية عقلية تقليدية، تعتبر تغطية حدث اقتصادي هام على سبيل المثال أنه دعاية، وهذه العقلية أثرت على الكثير من النشاطات التي تحدث ببلادنا ولا تجد الاهتمام، فتغطية أنشطة لشباب وأعمالهم في قطاع الأعمال مثلا، لا تندرج تحت مفهوم الإعلان الذي يتصوره المسؤول بأفقه الضيق بهذه القنوات، وإنما هذا الأمر يندرج تحت أهداف رؤية المملكة وأهمية دعم المشاريع إعلامياً وتفعيلها. لذا من المهم جداً أن يفيق مفهوم المراسل التلفزيوني لدينا، وأن يتم الاهتمام بهذا الجانب بصورة مهمة، فحتى وبكل أسف ألاحظ ضعف هذا الجانب في مؤتمرات التغطيات للأحداث الأمنية، فالحضور ضعيف والأسئلة ضعيفة وهذا الأمر نلاحظه باستمرار، ونتناسى أن المراسل التلفزيوني في الكثير من الدول له أهميته وحضوره وثقة الناس فيه، نحتاج بالفعل أن ننتبه لهذا الجانب المهم، وأنا لا نفكر بعقليات تقليدية، تعتبر أن مجرد إرسال مراسل وكاميرا تلفزيونية هو الأهم، وليس العكس المتمثل بتقييم المناسبة وأهميتها وإظهارها بصورة تواكب المرحلة التي نعيشها ونتطلع لها مستقبلاً ..!! .