نحن نتطلع دائماً أن تكون شاشات قنواتنا السعودية هي المتسيدة في الفضاء التلفزيوني، وإنشاء هيئة الإذاعة والتلفزيون هي المدماك الأول لجعل القنوات السعودية جاذبة ومنافسة القنوات الفضائية الناجحة: برامج وانتشاراً .
لذا على الهيئة أن تبادر بخطوات التطوير والتجديد معاً وإلا فإن المسافة ستطول كثيراً دون لحاقها بالركب التلفزيوني المنطلق بقوة الأعاصير.
هذه وقفات وملاحظات تحمل بعض الرؤى إسهاماً في جذب المشاهدين إلى القنوات السعودية التي أشاهدها ولا أستطيع الحكم على القنوات الأخرى التي لا أشاهدها إلا نادراً، وأثق باهتمام معالي الأستاذ عبدالرحمن الهزاع بها وهو الذي دعا ورحب بإبداء الآراء والرؤى مع انطلاقة الهيئة وبدء جهودها من أجل تطوير قنواتنا.
القناة السعودية (الأولى) بدأت بعض الخطوات التطويرية فيها كإيقاف بعض البرامج النمطية التي مضى عليها زمن طويل، واستبدالها ببرامج جديدة بعضها جيد وبعضها لم يرق إلى منافسة القنوات الناجحة وقد استغربت أن أجد برنامجاً جديداً فكرته جيدة تم تقديمه قبل فترة حيث يقوم بعرض قدرات الراغبين بدخول ميدان التقديم والحوار التلفزيوني ولكن الغريب لا يوجد بين المقيّمين شخص مختص باللغة العربية.
وبقي المزيد من الخطوات البرامجية التي تتواكب وتغطي منظومة بلادنا الحضارية والاجتماعية والسياسية والثقافية.
هناك جانب مهم فالمملكة تعيش حراكاً يومياً فاعلاً وكان هناك برنامج يجسد الحراك السعودي اليومي وهو برنامج (المملكة هذا المساء) وهو برنامج متابع موفق باسمه ومضمونه ومن متابعتي له ومشاركتي فيه رأيت أن له متابعين كثر وقد كان الإخوة بإدارة الأخبار يبذلون فيها جهداً كبيراً ومهنياً فيه لقد كان يفترض أن يبقى حيث يعطي صورة مما يدور بالمملكة من حراك كل يوم ولعله يعود.
هناك الجانب الاقتصادي الذي يهم المشاهدين في يومهم ومستقبلهم.. لكن هذا الجانب يحتاج طرحه بشكل يتناغم مع اهتمامات الناس ويبتعد عن الطرح التقليدي، بحيث يعرض كل ما يهم الناس بالشأن الاقتصادي سواء ما يتعلق بالجانب المعيشي أو الأسهم أو العقار بدلاً من متابعة مثل هذه الجوانب المحلية عبر برامج الفضائيات الأخرى.
(القناة الإخبارية) انطلقت بشكل جاذب في السنوات الأولى من قيامها لكن يلاحظ المشاهدون في الفترة الأخيرة أنها ما برحت تراوح مكانها وكثير من برامجها أصبحت نمطية بعد أن كانت جاذبة لهم.. من هنا فإنها تحتاج إلى فورة تجديدية تشمل أغلبية برامجها التي ما فتئت تكرر نفسها.
(القناة الثقافية) تعتبر من أبرز القنوات الثقافية العربية ومن رؤيتي ورؤية غيري لعلها من أنجح القنوات السعودية رغم أنها قناة جديدة لكن أضحى لها حضورها، ورأينا التجديد في برامجها مما جعلها تستقطب شرائح كبيرة من المشاهدين ومن المثقفين السعوديين والعرب وهي رغم إمكاناتها البسيطة فيها تجديد وتنوع فضلاً عن تغطيتها الكثير من المناسبات الثقافية التي يرغب الكثيرون حضورها ولكن ظروفهم لا تسمح فتنقلها الثقافية -حسب إمكاناتها- إلى منازلهم.. من هنا كان لها هذا الحضور، والإسهام في بلورة منجزنا الثقافي، بقي أن يتم لهذه القناة مزيد من الدعم المادي والبشري لتحصد المزيد من النجاح والانتشار على المستوى المحلي والعربي.
في الختام لا بد أن أشير إلى أنه إذا كان لإعلامنا المرئي أن يفخر فمناط فخره وفخرنا هما قناتا (القرآن الكريم والسنة النبوية) اللتان هما تاج الإعلام المرئي السعودي وقد جعلتا مئات الملايين من المسلمين يطفئون ظمأهم الروحي وهم يشاهدون بأعينهم ويعيشون بمشاعرهم ليلاً ونهاراً بين جنبات البيت العتيق ورحاب مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام، وقد قال أحد وزراء المسلمين لمعالي د. عبدالعزيز خوجه وزير الثقافة والإعلام: إن قناة القرآن الكريم نقلت (الحرم المكي) بكل مهابته وشعائره إلى بلادنا فهنيئاً لنا ولتلفزيوننا ولبلادنا هاتان القناتان اللتان تبثّان الطمأنينة في زمن الحروب والمخاوف .
بقلم : حمد القاضي | صحيفة الجزيرة السعودية الإلكترونية