ربما لا يتفوق على تنوع المائدة الرمضانية كماً ونوعاً، إلا جدول البرامج التلفزيونية خلال شهر الصوم على الشاشات اللبنانية . ويتميز هذا العام بتزامن رمضان مع المونديال، الأمر الذي دفع القيمين على البرمجة في كل المحطات إلى مراعاة مواعيد مباريات كأس العالم. «حاولنا قدر الإمكان ألا نضع البرامج المهمة في توقيت المباريات»، تقول مساعدة المدير الإستراتيجي في تلفزيون «الجديد» كريستال أشقر .
وتتجه هذه السنة بعض القنوات إلى الاعتماد على الدراما أكثر بكثير من اعتمادها على الإنتاجات الخاصة، حتى أن بعضها «سيصوم» عنها إلى حين انتهاء الشهر الكريم، ومنها قناتا «الجديد» و«أل بي سي» اللتان اقتصرت برمجتهما الرمضانية على المسلسلات مع إيقاف معظم البرامج الخاصة مثل «بعدنا مع رابعة» و«كلام الناس» على المحطتين. وبحسب مسؤولي الشاشتين يعود الأمر إلى «استهلاك نسبة كبيرة من الموازنات في شراء الأعمال الدرامية الضخمة».
واللافت أن المحطتين تعرضان أعمالاً كبيرة هذا الموسم، مثل المسلسل المصري «صاحب السعادة» و «باب الحارة» على «أل بي سي» و «الغربال» و «اتهام» على «الجديد». وإلى جانب ذلك، فضلت القناتان العودة بعد رمضان بزخم أقوى من خلال انـــطلاقة ثـــانية للبرامج الخاصة القديمة، كما تعكفان على إنتاج برامج جديدة ما زالت قيد التحضير.
وبالموازاة، فضلت قنوات أخرى مثل «المنار» الحفاظ على صيغة التنوع من خلال تقديم المسلسلات مثل «بقعة ضوء 2014»، إلى جانب مسابقات الألعاب والجوائز، والبرامج الخاصة برمضان مثل «نورتو» و «حبة مسك» و «سؤال عالماشي»، مع «الحرص على التركيز على الجانب الديني لأن رمضان بالأساس مناسبة دينية» كما يقول المسؤول الإعلامي في المحطة أحمد مسلماني.
وعلى صعيد التنوع، تبرز قناة «المستقبل» التي تغطي من خلال برمجتها كل الجوانب الدرامية والترفيهية والدينية، لا سيما أنها تسلحت بمسلسل «كلام على ورق» للنجمة هيفاء وهبة والمسلسل السوري «طوق البنات» من إنتاج شركة «قبنض»، الأمر الذي ينفي إشاعات تدور حول محاربة الدراما السورية من خلال عدم شراء إنتاجاتها من المحطات التي لا توافق النظام السوري سياسياً، علماً أن المنتج والشاشة الزرقاء يعتبران على ضفتين مختلفتين، ولكن من الجيد دائماً تغليب الفن على ما سواه. وعن ذلك يقول المنتج محمد قبنض لـ «الحياة» أن «لا صعوبة في تسويق الأعمال وهناك تقدم كبير للشركة من 4 سنوات وحتى الآن».
ويبدو أن قناة «المستقبل» تحاول أن تستفيد من الموسم الرمضاني قدر الإمكان لتحقيق عودة مميزة إلى سباق الشاشات اللبنانية والتنافس على الجمهور، فخلال مؤتمر صحافيّ للإعلان عن مجموعة البرامج التي ستُبثّ خلال شهر رمضان، أكد المدير العام للمحطة رمزي جبيلي أن «رمضان بداية لانطلاقة البرامج التي ستستمرّ في المستوى ذاته في الخريف المقبل». وأضاف أنه حرص على أن تكون البرامج متنوّعة هذه السنة تحت شعار «رمضان ضوّي ليالينا» لتنافس القناة برامج الشاشات الأخرى ولتكون «الأفضل» في رمضان.
أما تلفزيون «أم تي في» فيحافظ على تنوع اللائحة الرمضانية، إضافة إلى مواءمة بعض برامجه الموجودة أصلاً مع خصائص رمضان، مثل برنامج Alive الذي سيواكب يوميات الشهر المبارك عبر فقرات خاصة تتحدث عن العادات والصوم. وكانت «أم تي في» نجحت في جذب الإعلامي نيشان دير هاروتيونيان إلى شاشتها من خلال برنامج «نيشان راجع»، وفيه يستضيف نيشان في كلّ حلقة أحد النجوم. ويرتبط الحوار مباشرةً بالديكور الذي يتميز بـ»الكرسي» الذي سيجلس عليه الضيف، إذ ستكون هناك مجموعة كراسٍ لكلّ منها رمزيّة ستحدّد طبيعة الحوار.
ومن المحطات التي تحاول أن تحقق عودة أقوى إلى جمهورها هذا الموسم، شاشة «أن بي أن» على رغم «الموازنة المحدودة» بحسب مديرة البرامج نهى درويش التي أوضحت في اتصال مع «الحياة» أن المحطة اعتمدت في إنتاجاتها الخاصة مثل «أسرار سقراط» (برنامج طبخ) و»طل القمر» (منوعات) على «الإرادة الذاتية للتطور وعلى قدرات المحطة الذاتية من الناحية التقنية للتوفير قدر الإمكان».
في المقابل تنحصر الاستعدادات الرمضانية الخاصة بقناة «أو تي في»، ببرنامج وحيد هو «ليالي الأنس» للفنانة رولا سعد التي ستقدم عروضاً فنّية وحوارات وتجسد شخصيات فنيّة عالمية وعربية. وتؤكد منسقة البرامج في المحطة ناتالي باخوس في اتصال هاتفي أن الأسباب «تكمن أولاً في ضخامة هذا البرنامج وتغطيته لوقت الذروة في المساء، وثانياً بسبب امتلاء جدول البرامج التي لا يمكن إيقافها، وتحول بعض البرامج لمواكبة رمضان مثل «تيتا لطيفة» الذي سيقدم طبخات رمضانية».
وبالتدقيق في البرمجة الرمضانية الخاصة بالشاشات اللبنانية، يظهر أنها استطاعت الحصول على أبرز الأعمال العربية هذا الموسم، وملء جداولها بإنتاجات تغيب عنها صفة الحصرية التي كانت تميزها في السنوات الماضية .
صحيفة الحياة السعودية الإلكترونية