اتفق الفائزان بجوائز مهرجان الفيلم السعودي، المخرجان بدر الحمود، ومحمد علي الباشا، على أنهما كانا يتوقعان الفوز بإحدى جوائز المهرجان، نظراً للجهد الكبير الذي بذله كل منهما في فيلميهما، واللذين عرضا على شاشة قناة روتانا أفلام. لكنهما اختلفا حول هيمنة مخرجي أفلام المنطقة الشرقية على جوائز المهرجان، ففي حين رأى الحمود أنه لا توجد أسباب أدت إلى هذا الفوز، أشار الباشا إلى أن سبب الفوز الاهتمام المبكر بالنتاج السينمائي من قبل المخرجين الشباب في المنطقة الشرقية، وقربهم من المهرجانات السينمائية التي تعرض في دول الخليج المجاورة .
وأجمعا على ضرورة افتتاح صالات عرض سينمائية، مشيدين بفكرة المهرجان الذي كان التفافاً على التابو (المحرم)، بمنع عرض الأفلام في المملكة. وأرجع المخرج بدر الحمود سبب فوزه بجائزة فئة الأفلام الوثائقية عن فيلمه «مونوبولي»، وبجائزة أفضل إخراج، إلى إخلاص الشباب الذين عملوا معه في الفيلم، وإلى أهدافهم السامية في طرح قضية تلامس كل مواطن، والذي انعكس على جودة الفيلم، مما أهَّله للفوز بهاتين الجائزتين. وحول توقعه للفوز، قال الحمود «من الصعوبة بمكان توقع الفوز، لكنني أحمد الله على أني حظيت بثقة لجنة التحكيم والجمهور»، واصفاً لجنة التحكيم بالمنوعة، كونها جمعت كاتباً، وممثلاً، ومخرجة، مما جعل آراءها محل التقدير والاحترام. ورأى الحمود أن فكرة المهرجان حرمت كثيراً من الأفلام من المشاركة في المهرجانات السينمائية، بسبب عرضها على شاشة التلفاز، لكنه لا يجد حلاً آخر في ظل منع الأفلام من العرض في صالات سينمائية. وأبان الحمود أن هذا السبب جعل كثير من المخرجين لا يغامرون بأفلامهم الجيدة، أو يقدموا أفلاما لا يطمحون إلى مشاركتها في المهرجانات، مما جعل كثيراً من الأفلام المعروضة دون المستوى المأمول، مؤكداً أن هذه الأفلام لا تمثل حقيقة السينما السعودية، لوجود أفلام أفضل منها بمراحل تتواجد في المهرجانات وتحصد الجوائز.
ولفت الحمود إلى أن عرض الأفلام على شاشة تلفزيونية لا تعد ميزة، كون الفضاء اليوم مفتوحاً، وبإمكان أي مخرج أن يقدم فيلمه عبر «يوتيوب»، دون أن يجد حرجاً في ذلك، مستشهداً بتجربتهم في فيلم «مونوبولي»، الذي حصد نسبة مشاهدة تجاوزت المليون في وقت قصير.
وأثنى الحمود على التعاون الكبير بين أبناء المنطقة الشرقية، الذي جعلهم يتميزون بتقديم عدد كبير من الأفلام في وقت قصير. وعن جديده، أفاد الحمود أنه في صدد تقديم فيلم وثائقي درامي على غرار تجربة «مونوبولي»، وسيرى النور قريباً. وأكد المخرج محمد علي الباشا الذي حصد جائزة فئة الأفلام الروائية القصير عن فيلمه «آيس كريم» أن كل من عمل معه كان يتوقع فوز هذا الفيلم بالجائزة، رغم أنه شارك بثلاثة أفلام منوعة.
وأبان الباشا أنه رفض المشاركة بفيلم جديد أنتجه هذا العام، رغم إصرار مدير المهرجان ممدوح سالم، بسبب أن عرض الفيلم على شاشة التلفاز ستحرمه من الحضور في المهرجانات، وهذا كان أحد عيوب المهرجان، مشدداً في الوقت نفسه على أن فكرة المهرجان تعتبر جيدة، كونها التفافا على التابو، بعرض الأفلام السعودية من الداخل، ولا يوجد الآن خيار آخر أمام اللجنة المنظمة. ورأى أن فوزه بثلاث جوائز أخرى تقديرية عائد للجنة التحكيم التي رأته يستحق هذه الترشيحات.
وشدد الباشا على أن إقامة المهرجان ليس كافياً، فلابد من وجود صالات سينمائية داخل المملكة يقام فيها المهرجان، بدلاً من عرضه على الشاشة، متمنياً فتح المجال لفتح صالات تعرض فيها إبداعات الشباب السينمائية.
وأبان الباشا أن جل الأفلام التي عرضت في المهرجان قديمة، وسبق عرضها في مهرجاني جدة، والدمام، مما أثر على مستويات الأفلام المقدمة.
وأرجع الباشا سبب هيمنة مخرجي المنطقة الشرقية على جوائز المهرجان إلى غزارة الإنتاج، وقدم التجربة، كون شباب الشرقية بدأوا في إنتاج الأفلام منذ عام 2003م، مبيناً أن قرب المنطقة الشرقية من المهرجانات الخليجية التي تقام في الدول المجاورة، واحتكاكهم بهذه التجربة، ساعدهم على تحسن مستوى الوعي، والحس السينمائي.
وعن مشاركته في الدورة المقبلة من المهرجان في العام المقبل، قال الباشا «من المبكر الحديث عن ذلك، ولكل حادثة حديث» .
صحيفة الشرق السعودية الإلكترونية