برنامج ” الثامنة ” الذي يقدمه الزميل داوود الشريان على شاشة إم بي سي يومياً هو أحد أهم البرامج التي يتابعها المشاهد السعودي ويحرص عليها, خاصة بعد أن قدم العديد من الموضوعات الجريئة والمتميزة, وكان أحد أسباب الحلول لكثير من القضايا الشائكة .
قدم «الثامنة» صوراً إنسانية واجتماعية لم يكن أحد يعلم عنها شيئاً واقتحم دهاليز صعبة الولوج, وتمكن فريق إعداده من إثارة كثير من القضايا وغرسها في ذاكرة الناس. لكن هذا البرنامج الذي كان بداية لثورة في البرامج الحوارية السعودية لم يعد بذلك التوهج الذي بدأ به وعرف عنه, وذلك بسبب اهتزاز مصداقيته بعد تبنيه لبعض القضايا التي ثبت خطؤه فيها, وسوء تقديره لها, والتي ساق من خلالها الاتهامات لجهات دون أدلة مقنعة, وهذا ما جعل بعض الجهات تتقدم بقضايا للمحاكم طلباً للإنصاف مما أسمته تشهيراً. ويبدو أن فريق الإعداد الجديد ليس على مستوى حرفية البرنامج ولا يعمل بدقة الفريق السابق, ربما لقلة خبرته ما جعل البرنامج يرتكب أخطاء في الفترة الأخيرة.
يعلم الزميل الشريان جيداً وهو صاحب الخبرة الطويلة أن البرنامج وهو يوجه اتهامات لجهات اعتبارية بدون أدلة كافية ما هو إلا نوع من العبث تمتاز به برامج الإثارة الرخيصة التي ننأى ب»الثامنة» أن يكون منها, ولن يكون طالما أن محاولات تصحيح مسار البرنامج قائمة للعودة به إلى وضعه المتميز السابق. ولا نعتقد أن التذبذب الأخير في مستوى البرنامج يعود إلى رغبة القائمين عليه لفت انتباه المشاهدين بأي طريقة لأنهم أكبر من ذلك ولديهم من المخزون الاحترافي ما يجعلهم فوق مستوى الإثارة لمجرد الإثارة.
لابد أن يعيد الزميل الشريان النظر في فريق إعداد برنامجه إذا ما أراد أن يستمر في التحليق عالياً ووحيداً في الفضاء المحلي, فالاتهامات التي طالت بعض الأسواق التجارية الكبيرة وطالبات جامعة نورة مؤشر خطير على المستوى الذي بدأ يتجه إليه البرنامج, وهو مالا نتمناه, لأنه برنامج مهم وله تأثيره الكبير على المجتمع .
بقلم : خلدون السعيدان | صحيفة الرياض السعودية الإلكترونية