قبل أيام عقد مؤتمر الجمعية التأسيسية لغرفة صناعة الإعلام المرئي والمسموع ل 10 قنوات مصرية، رغم التنافس الشديد بين هذه القنوات إلا أن اللغة الأبرز هي الاتحاد إعلامياً وإعلانياً ضد قوة ونفوذ مجموعة ال MBC تحديداً وشعبيتها وتأثيرها في المجتمع المصري بكافة شرائحه .
لم يكن يتوقع اي متخصص بالاعلام من اخواننا المصريين خصوصا منافسة اي وسيلة اعلامية داخل وطنهم ومغازلة اكثر من 70 مليون مشاهد، الوحيد من وجهة نظري الذي استطاع ان يحقق نجاحا كبيرا من البرامج العربية قبل سنوات بمصر تحديدا، كان برنامج من سيربح المليون، حتى ان مقدمه جورج قرداحي كان حضوره الاجتماعي داخل المجتمع المصري ينافس بدون مبالغة نجومية عمر الشريف في عصره الذهبي!.
اغلبية مقدمي البرامج من النجوم المصريين انضموا او سينضمون لامبراطورية ال MBC، اهم الاعمال الدرامية تبث عبر هذه الامبراطورية وخصوصا الاعمال المصرية، سياسياً اصبحت قناة العربية القناة رقم واحد في الشارع المصري وخصوصا بعد نجاحها الكبير منذ ثورة 30 يونيو 2013 م تحديداً.
إذن ما هو الخطر الحقيقي على مستقبل اكثر من 10 قنوات فضائية مصرية خاصة في الوقت الحاضر، هل هو سياسي؟، بالطبع لا. لأن نهج قناة العربية مختلف تماماً عن قناة الجزيرة، والعربية تمثل وجهة نظر معروفة وتتناسب مع التطور السياسي الحالي الذي تعيشه مصر ويتلاءم في الوقت نفسه مع المستقبل المتوقع باذن الله.
إذن هل الخطر تنافس على مجرد مقدمي برامج واحتكار اعمال درامية فقط؟. لا اعتقد ذلك لأن اغلبية النجوم الحاليين الذين يعملون بالقنوات المصرية الشهيرة، إما تخرجوا من مدرسة ال MBC او سبق لهم ان عملوا بها وحققوا شهرة اكبر من خلالها، وكنموذجين على ذلك نجد معتز الدمرداش ومحمود سعد وغيرهم، اما على المستوى الدرامي فمنذ سنوات ونجوم الدراما المصرية يقدمون اعمالهم بصورة حصرية عبر هذه الامبراطورية الاعلامية الكبيرة ولم نشاهد الضجيج كما هو حالياً.
لماذا الارتباك إذا لم يكن التنافس حول الأمور السابقة، ولماذا تحديداً تمت مهاجمة ال MBC بهذه الصورة، والخوف من خطر هذه الامبراطورية رغم الوئام السياسي والشعبي ما بين مصر والمملكة، تساؤلات مشروعة ومتعددة وغير مستغربة من العاملين بالوسط الاعلامي..!
خصوصاً أن الخطر الكبير من مجموعة ال MBC في منافستها على المعلن المصري مع القنوات المصرية أمر ليس بالهين مطلقاً، فهذه الكعكة الثمينة لم يتعود صانعو الإعلام بمصر ان تخرج من محيطهم، وهذا الامر ايضا سبب ارتباكا للعاملين بهذا المجال الحيوي بعد تسرب المشاهد المصري من حولهم وشغفهم بما تقدمه من ترفيه وسياسة ورياضة أيضاً مجموعة ال MBC وهذا فيه إحساس غير مرغوب من القائمين على إعلام المصري الخاص، لأنهم تعودوا على الريادة ومن الصعوبة أن يكتسحهم الآخرون!.
نحن نشاهد حالياً نجاحاً كبيراً لامبراطورية إعلامية سعودية، نتمنى أن تصمد في مواجهة التحديات القادمة لها من الخارج ومن الداخل خصوصاً!! .
بقلم : محمد الرشيدي | صحيفة الرياض السعودية الإلكترونية