استبشرنا خيراً بانطلاقة قناة SBC تحت مظلة القنوات الفضائية السعودية الرسمية، وقدمت خلال شهر رمضان المبارك الماضي كماً كبيراً من الأعمال الدرامية المحلية والعربية، وليس هنا المجال لتقييم ما تم عرضه، ولكن ومن خلال متابعتي لهذه القناة الوليدة التي استبشرنا بانطلاقتها، أجد نفسي متفاجئاً من المحتوى الذي تقدمه القناة هذه الأيام من تكرار لما تم عرضه خلال رمضان، وبفواصل إعلانية أكثر من مملة عن القناة نفسها، وليست فواصل إعلانية مدفوعة لمنتجات تجارية.
ما الذي حدث؟، ولماذا النفس القصير لدينا؟، وأنت تتابع هذه القناة حالياً تستغرب من المحتوى الذي تقدمه، تكرار لمسلسلات عرضت وبدون أسلوب تشويقي، وأيضاً تجعلك تتساءل عن المعايير التي تم على ضوئها عرض بعض الأعمال من ضعفها وعدم ملاءمتها كعرض تلفزيوني يستحق المشاهدة.
استبشرنا بفكرة تقليص بعض القنوات الرسمية لعدم جدواها، ونتفاجأ بوجود قناة ليس لها نفس سوى 30 يوماً وتحديداً خلال شهر رمضان، الأمر مثير للاستفهام، هنا إهدار للجهد وللوقت، ما تعرضه حالياً هذه القناة لا يعدو كونه تكراراً لأعمال تم عرضها برمضان، هل يتوقع المسؤولون عن القناة أن المشاهد سيكون أسيراً لانتظار الإعادة لأعمال لم يشاهدها أثناء عرضها بالفترة الماضية، في ظل انتشار المحتوى الدرامي لمختلف الأعمال الدرامية خصوصاً عبر شبكة الإنترنت، وسهولة مشاهدتها في أي وقت ومن خلال القناة التي يرغب بطريقة عرضها.
صُرفت ميزانية كبيرة على شراء أعمال تلفزيونية خلال رمضان تحت شعار العرض الحصري الأول، وذلك رغم أن هذا التوجه أثبت عدم جدواه من سنوات، ولكن قناتنا الوليدة أعادته لنا، ولا ننسى مسلسل عادل إمام وفشله الكبير خلال هذا العام.
العمل التلفزيوني اختلفت المعايير الخاصة به، ليس الأمر بالكم وحده، فالذكاء أن تكون مختلفاً عن الآخرين، لم تعد الدراما وحدها جاذبة للمشاهد، على قناة SBC أن تحدد توجهها، هل هي بالفعل كما نشاهد حالياً، قناة موسمية لمدة شهر فقط للأعمال الرمضانية، تكسر حاجز رسمية ورتين القناة السعودية الرسمية، أم هي قناة وليدة هدفها جذب المشاهدين طوال العام؟.
تتوفر لدينا الإمكانات المادية وغيرها، ولكن للأسف نظل متأخرين جداً في جانب الإعلام المرئي، رغم أن وجودنا خارج قنواتنا الرسمية على جميع المستويات ناجح جداً، على مستوى البرامج والمذيعين والدراما والفنون بشكل عام، فما السر وراء ذلك ؟! .