على رغم كثرة عدد شركات الإنتاج التلفزيوني في السعودية، ينحصر معظم الأعمال الدرامية الذي يُعرض على القناة الأولى في التلفزيون السعودي في شركات لا يتجاوز عددها أصابع اليد.
مشكلة «تعميد» الأعمال الدرامية في التلفزيون السعودي ليست وليدة اللحظة، بل تعود لأعوام، كونها تقتصر على أسماء معينة تتكرر أعمالها سنوياً، كما يقول فنانون ومنتجون سعوديون.
الفنان والمنتج محمد بخش يقول لـ «الحياة»: «ليس من العدل والإنصاف أن يتم احتكار التعميد لإنتاج أعمال للتلفزيون السعودي على شركات إنتاج معينة، خصوصاً أن المملكة فيها نحو 5 آلاف مؤسسة وشركة إنتاج حاصلة على تصاريح نظامية من وزارة الثقافة والإعلام». ويشير إلى أن العمل في الإنتاج التلفزيوني يحتاج إلى إعادة نظر ودراسة لإعادة توازن الإنتاج المحلي، ومنح الفرصة للمنتج السعودي لتقديم ما لديه من فكر ورؤية يقدمها للمجتمع، من دون إلزامه بإنتاج عمل بحسب وجهة نظر الرقابة في التلفزيون.
ويشدد على ضرورة التنويع في الطرح وطبيعة العمل من ناحية البيئة والثقافة، كون السعودية تتكون من مجتمع متنوع اللهجات والتراث والعادات والتقاليد، متمنياً أن يحرص القائمون على التلفزيون السعودي على منح جميع المنتجين السعوديين فرصة للإنتاج المحلي بعيداً من العلاقات الشخصية فقط، حتى يتمكنوا من خدمة الدراما السعودية.
ويرى الممثل هاني ناظر أن المنتج السعودي في حاجة إلى الدعم المعنوي والمادي لتقديم أعمال تليق بتاريخ المجتمع السعودي المثقف وكيانه، لافتاً إلى أن المنتجين والفنانين يحملون همّ تطوير الدراما السعودية، ولديهم هاجس لمنافسة الأعمال الدرامية العربية، «لكنّ هذا لن يتحقق طالما تُحتكر فرص الإنتاج المحلي التلفزيوني على شركات إنتاج معينة».
ويضيف: «نحن في حاجة إلى تفعيل دراما سعودية مكوّنة من كل مناطق المملكة المترامية الأطراف، حتى يتشكل لدينا مُعين ثقافي فني يثري الحركة الثقافية والفنية».
وتعبّر الممثلة سهام حسين عن سخطها بالقول: «مللنا من تكرار المواضيع ذاتها كل عام في الدراما التلفزيونية السعودية، ولا بد من أفكار جديدة تحمل تواقيع منتجين لم يمنحوا الفرصة الحقيقية كبقية المنتجين الذين حصلوا على تعميد إنتاج في العام الواحد مرتين».
وتطالب بوضع جدولة وتنظيم تعميد في الإنتاج المحلي لخدمة الدراما. «فمن الصعب أن تقنع المشاهد بمتابعة مواضيع تتكرر كل عام من أجل إرضاء بعض المنتجين. وللأسف هناك عدم الحضور الجيد للدراما الحجازية والمنطقة الشرقية التي تمثل بداية انطلاقة الفن السعودي والنواة الأولى في الثقافات والفنون».
ويوضح الناطق الرسمي باسم هيئة الإذاعة والتلفزيون في السعودية صالح المغيليث لـ «الحياة» أن هناك لجاناً في الهيئة تعمل لتقرير الأعمال ودرسها، ومن ثم اختيار المسلسلات بغض النظر عن التوزيع الجغرافي، مؤكداً أن تلك اللجان تعتمد في اختيار الأعمال الدرامية على جودة العمل والنص المقدم.
تأخر الإعلان عن ” أعمال رمضان “
لم يعلن التلفزيون السعودي بعد الأعمال التي سيعرضها خلال شهر رمضان المقبل على شاشة «القناة الأولى»، ما أخّر تصوير المسلسلات في السعودية، على العكس تماماً من العام الماضي.
وتأخير إعلان أعمال رمضان قد يوقع عدداً من المنتجين في حرج ومشكلات، خصوصاً في ما يتعلق باختيار الممثلين والممثلات ومواقع التصوير.
وتوقّع متابعون أن يساهم هذا الأمر في رفع أجور الممثلين، وكذلك تأخر انتهاء تصوير المسلسلات قبل رمضان بوقت كافٍ، إذ سيضطر عدد من المنتجين إلى التصوير في شهر رمضان أو قبله بأيام.
وتواردت أنباء في الأيام القليلة الماضية مفادها أن التلفزيون السعودي اختار حسن عسيري لإنتاج الجزء الثاني من مسلسل «كلام الناس»، وعبدالله السدحان لإنتاج «هذا نحن» و «شباب البومب»، إضافة إلى فهد الحيان لإنتاج عمله الجديد، لكنّ المتحدث الرسمي باسم هيئة الإذاعة والتلفزيون صالح المغيليث أكد أنه سيعلن قريباً عن المسلسلات الرمضانية على شاشة التلفزيون السعودي .
صحيفة الحياة السعودية الإلكترونية